كشف ل «عكاظ» المهندس هاني زهران رئيس المركز الوطني للزلازل والبراكين عن إنشاء 117 محطة للرصد الزلزالي في المملكة بدعم كبير من الدولة بتكلفة تجاوزت 46 مليون ريال، مشيرا إلى أن لدى المركز خطة لإنشاء العديد من محطات الرصد تنتهي خلال ثلاثة أعوام، مبينا أن نسبة العاملين الوطنيين في المركز تصل إلى 95 في المئة في مجال صيانة وإنشاء المحطات، تحليل البيانات الزلزالية، الدراسات والأبحاث الزلزالية والبركانية. وقال «يصعب أن تعمل المرأة في محطات الرصد لمشقة العمل، ونحن لا نمانع عمل المرأة في هذا التخصص»، مؤكدا أن مفاعل بوشهر يبعد عشرات الكيلو مترات من حزام الزلازل الذي يقع على طول امتداد حزام زاجروس التصادمي، مشيرا إلى أنه تم تسجيل أكثر من 9 آلاف هزة أرضية في المملكة العام الماضي. وفي ما يلي نص الحوار : كيف تنظرون وتقيمون خطر الهزات الارتدادية التي تحدث في المنطقة الشرقية نتيجة حدوث هزات أرضية في إيران وآخرها أمس الأول ؟ الشرقية منطقة آمنة من حيث حدوث الزلازل ولكنها معرضة لهزات أرضية ارتدادية مختلفة القوة إذا حدثت هزات أرضية في إيران وتكون قريبة من المنطقة، كما حدث أمس الأول هزة أرضية بالمنطقة شعر بها عدد من المواطنين والمقيمين، خصوصا في مدن الدمام، الخبر، الظهران والقطيف، نتيجة وقوع هزة أرضية في إيران بقوة 6,4 على مقياس ريختر عمقها 12 كم تبعتها في الشرقية 28 هزة ارتدادية مختلفة القوة بدأت من 3 درجات وحتى 5,3 درجات على مقياس ريختر في بعض المواقع وكان أقرب موقع لهزة إيران مدينة الجبيل، ولكن الوضع مطمئن في الشرقية إذ أنها ليست منطقة زلزالية نشطة بحد ذاتها. حذرت دول عديدة من إنشاء إيران مفاعل نوويا في منطقة بوشهر وأن خطر وقوع زلزال قد يلحق أضرارا كبيرة في الأرواح، ما هي نسبة وقوع زلازل في إيران وخاصة المنطقة التي يوجد فيها المفاعل النووي ؟ إن تأثير الزلازل على المنشآت يعتمد على عمق الهزة، بعدها من المنشأ، طبيعة المسار الذي تمر فيه الموجات الزلزالية، طبيعة التربة تحت المنشأ، مدى مقاومة المبنى للزلازل وتطبيق المعايير والمقاييس الدولية لهذا النوع من المنشآت، مدى تأثيرها على الموجات الزلزالية، ومعروف أن الجهات المعنية في أي دولة تجري دراسات وأبحاثا لتقييم الخطورة الزلزالية قبل البدء في إنشاء المفاعلات النووية، ومفاعل بوشهر يبعد عشرات الكيلو مترات من حزام الزلازل الذي يقع على طول امتداد حزام زاجروس التصادمي، وهو حزام زلزالي يتميز بحدوث زلازل قوية. إلى أين وصلتم في خطتكم لبناء محطات رصد الزلازل في عموم المدن والمحافظات ؟ ننفذ الخطة الموضوعة لإنهاء الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي بشكل جيد، فقد كان عدد محطات الرصد الزلزالي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية قبل قرار مجلس الوزراء رقم 228 وتاريخ 13/8/1425ه 13 محطة رصد زلزالي، وبلغ عددها 130 محطة، وتم تحديث البرامج المستخدمة بالمركز لتحديد البيانات الزلزالية آنيا وبشكل فوري ونشرها على الموقع الإلكتروني لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال دقائق من وقوع الهزة الأرضية، كما أنشأت الهيئة الشبكة الوطنية لعجلة التسارع الأرضية تضم 25 محطة، وإنشاء الشبكة المحلية في حرة الشاقة لمراقبة النشاط الزلزالي والحراري والغازات والتشوهات في القشرة الأرضية، إنشاء الشبكة المحلية في حرة رهاط لمراقبة النشاط الزلزالي والحراري والغازات والتشوهات في القشرة الأرضية. ومتى تتوقعون الانتهاء منها ؟ نتوقع الانتهاء منها خلال الثلاثة الأعوام المقبلة. كم كلفتها المالية ؟ تصل تكلفة المحطة الزلزالية الواحدة إلى 400 ألف ريال. ماهي نسبة السعوديين العاملين في المركز ومحطات الرصد حاليا ؟ لدينا كوادر وطنية متميزة بنسبة تصل إلى 95 في المئة في مجال صيانة وإنشاء المحطات، تحليل البيانات الزلزالية والدراسات والأبحاث الزلزالية والبركانية. هل لديكم نقص في الكوادر الوطنية العاملة في هذه التخصصات وماذا تأملون في المستقبل ؟ يوجد بعض من النقص في الموارد البشرية لاتساع الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، ولاستمرار عمل المركز على مدار الساعة، مما يتطلب توفير عدد كاف للقيام بذلك، بالإضافة لإجراء الدراسات المتخصصة في علم الزلازل والبراكين، وتفضلت وزارة المالية خلال العام الماضي والحالي بدعم الهيئة ب 15 وظيفة لدعم المركز في تنفيذ مهامه، وما زلنا نأمل زيادة الدعم البشري حتى نتمكن من تنفيذ كل المهام الموكلة لنا بشكل جيد. هل لديكم كوادر نسائية ؟ وهل تقدمت لكم هذه الكوادر للعمل ؟ لا نمانع من وجود كوادر نسائية للعمل بالهيئة، ولكن نظرا لطبيعة العمل الشاقة في المناطق الصحراوية بشكل دائم، يصعب تواجد الكوادر النسائية للعمل في هذه الأجواء الصعبة. ما الفرق الذي سيحدث بعد بناء شبكة محطات في كل المدن والمحافظات وكيف هو الوضع الآن في جانب الرصد ؟ حتى الآن لم يتم التنبؤ بالزلازل على مستوى العالم، ومن الصعب منعها من الحدوث كظاهرة طبيعية، ومن هنا تكمن أهمية شبكات الرصد الزلزالي على مستوى العالم، وترجع أهميتها إلى المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي على مدار الساعة، وفي حالة وجود نشاط زلزالي ملحوظ في منطقة ما فإن ذلك يشير لاحتمالية زلازل أقوى، وبالتالي تبادر الهيئة بإبلاغ الجهات ذات الصلة لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بهذا الخصوص، ويقوم منسوبو المركز الوطني للزلازل بتحليل الهزات المسجلة يوميا وحفظها في قاعدة بيانات زلزالية وإجراء أية دراسات لتقييم المخاطر الزلزالية على مستوى المملكة. صعوبة التنبؤ بالزلازل من المعلوم أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى جهاز أو آلية لمعرفة حدوث الزلازل قبل وقوعها بوقت يكفي لتجنب أخطارها، يسأل البعض ما الفائدة من محطات الرصد إذا لم تحقق ذلك ؟ كما ذكرت أنه من الصعب التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها، وكذلك لن نستطيع منعها كظاهرة طبيعية، ما يحتم فهم أسبابها وكيفية التعامل معها قبل وأثناء وبعد حدوثها، وإجراء الدراسات والأبحاث التي تقلل من آثارها، وكما أشرت مسبقا إلى أن من أهم مهام الهيئة التبليغ الفوري للجهات ذات العلاقة فور حدوث أي نشاط زلزالي لاتخاذ الإجراءات الاحترازية ويوجد تنسيق تام بين الهيئة والمديرية العامة للدفاع المدني بهذا الخصوص، بالإضافة لاستخدام الجامعات السعودية والهيئات ذات الصلة لقاعدة البيانات الزلزالية لإجراء الدراسات والأبحاث للتخفيف من مخاطر الزلازل. هل هناك معدل يومي أو سنوي للهزات الزلزالية التي تحدث في المملكة ؟ نعم هناك معدل يومي وآخر سنوي ويتم عمل تقرير سنوي يشتمل على كافة مشاريع الهيئة، ومنها تقرير مفصل عن النشاط الزلزالي، فعلى سبيل المثال سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي عام 2012 نحو 9086 هزة أرضية، وبلغ عددها في حرة الشاقة 6212 هزة، ثم خليج العقبة 1140، في شمال البحر الأحمر 755 هزة أرضية، وسط البحر الأحمر 674 هزة، جنوب البحر الأحمر 58، المنطقة الجنوبيةالغربية 78 هزة. هل هناك مواقع أو أراض «زلزالية» أبلغتم الجهات المعنية بأنها خطرة ولا يمكن البناء فيها ؟ المركز الوطني للزلازل والبراكين يبلغ فوريا الجهات المعنية بالهزات الأرضية المسجلة، ومن أهم المناطق النشطة شمال غرب المملكة وحرة الشاقة، وخليج العقبة، وشمال البحر الأحمر ومنطقة جنوب غرب المملكة، وكلها ذات قوى صغيرة وحتى المحسوس منها يكون ضعيف التأثير، ولكننا نوصي بعدم البناء داخل حرم الحرات البركانية الحديثة مثل حرة الشاقة وشمال حرة رهاط حفاظا على أرواح المواطنين. ماذا عن خطر البراكين، هل هناك مواقع خاصة كالحرات يتوقع أن تحدث فيها براكين، وما نسبة توقع ذلك ؟ في ما يتعلق بالبراكين ومخاطرها، وفرت الدولة الدعم المالي لمشروع مراقبة النشاط البركاني في بعض من الحرات في المملكة وخاصة بعد النشاط البركاني والزلزالي الحديث في حرة الشاقة، فقد أنشأت الهيئة شبكات للرصد الزلزالي ومراقبة تشوهات القشرة الأرضية والغازات في كل من حرة الشاقة ورهاط وحرة خيبر وعويرض لمراقبة كافة المتغيرات التي قد تسبق حدوث البركان لاتخاذ الإجراءات الاحترازية. كيف ترون تعاون الجهات المختصة معكم وهل هناك خطط مشتركة معهم ؟ هناك تعاون كامل وتنسيق مستمر مع الجهات ذات العلاقة وخاصة المديرية العامة للدفاع المدني، إذ هناك خط ساخن بين الهيئة والدفاع المدني للتنسيق بهذا الخصوص. كيف ترون ثقافة المجتمع السعودي حول الزلازل والتعامل معها ؟ لا بد من إجراء مناقشات وندوات علمية في وسائل الإعلام توضح كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية بشكل عام والزلازل بشكل خاص، كما يجب نشر الكتيبات المشتملة على هذه المواضيع وتوزيعها في الجامعات والمدارس لنشر هذه الثقافة.