سجلت محطات الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية نحو 76 هزة ارتدادية بقوة تراوحت ما بين 3 إلى 5.7 درجات على مقياس ريختر خلال ال 24 ساعة، التي أعقبت الهزة الأرضية التي تعرضت لها منطقة بوشهر الإيرانية بعد ظهر أول من أمس، والتي بلغت 6.4 درجات. ولم تسجل تلك الهزة والارتدادات أي خسائر في الأرواح والممتلكات داخل المملكة. وأكد مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين، المهندس هاني زهران، في تصريح ل "الوطن" أمس، أن تلك الهزة والارتدادات لم تتجاوز خطورتها "الشعور" فقط بالهزة دون وقوع أي أضرار في الممتلكات والأرواح، مرجعاً سبب "شعور" نزلاء بعض المباني في محافظات المنطقة الشرقية بالهزة دون مبان أخرى إلى عدة أسباب، من بينها: قوة الهزة الزلزالية، والمسافة بين مركز الهزة الزلزالية والمباني المتأثر، علاوة على عمق مركز الهزة، وجيولوجية مسار الموجة الزلزالية بين مركز الهزة الأرضية والمبنى، إلى جانب جيولوجية موقع المبنى، إذ إن جيولوجية بعض المواقع تعمل على تكبير الموجة الزلزالية، ومواقع أخرى تعمل جيولوجية الموقع على إخماد الموجات الزلزالية، وكذلك ارتفاع المبنى. وأكد زهران أنه نسبة للمسافة الكبيرة بين الزلازل الإيرانية وأقرب مناطق المملكة منها، وهما محافظة الجبيل والسفانية لا يتعدى حجم الضرر فيهما أكثر من "الشعور" بالهزة فقط، حتى في حال بلوغ قوة الهزة الزلزالية 7 درجات. من جهته، حذر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور خالد الزعاق، من استمرار الهزة الأرضية التي ضربت إحدى المناطق الإيرانية القريبة من دول الخليج أول من أمس، وامتد أثرها إلى المملكة وتحديدا المنطقة الشرقية، وعدد من دول الخليج العربي، حيث شعر بها السكان وأخليت بعض المباني والشركات. وقال الزعاق إن أقوى هزة ارتدادية حتى الآن لزلزال بلغت 5.5 درجات على مقياس ريختر، وما زالت الهزات نشطة، مضيفا أن عدد الزلازل السنوية التي تنتاب الأرض يقدّر بثلاثمئة وخمسين ألف زلزال، أغلبها لا يشعر بها الإنسان لصغر موجتها أو لحدوثها في أماكن نائية.