دعا رجال دين وشيوخ عشائر في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد الحكومة الاتحادية إلى التعامل بجدية مع الإدانة الصادرة عن رئيس مجلس الأمن للدورة الحالية للهجمات الإرهابية في العراق باعتبارها «إبادة جماعية»، فيما نجا مدير مكتب المحافظ من محاولة اغتيال فاشلة من قبل مسلحين مجهولين. وشدد الشيخ محمود الصميدي، وهو رجل دين سنّي، في تصريح إلى «الحياة» على ضرورة أن «تعمل الحكومة ومجلس الأمن الدولي بجدية لإنهاء حملات الإبادة التي تتعرض لها مكونات الشعب العراقي، دون تمييز أو تفريق». وأشار إلى أن «الحكومة والأجهزة الأمنية تتحمل أيضاً جزءاً من هذه الحملة، عبر استمرارها باعتقال الأبرياء، وغض الطرف عن كثير من داعمي وممولي ومنفذي حملات الإبادة». أما الشيخ بلاسم يحيى الحسن شيخ عشائر تميم في ديالى، فقد أكد «أهمية أن تغتنم الحكومة الإعلان الدولي وأن تعمل على وضع استراتيجية خاصة بالحد من حملات الإبادة التي طاولت العراقيين كافة من سنة وشيعة وأكراد وتركمان وشبك وقوميات أخرى». بدوره أكد شيخ عشيرة عنزة في ديالى الشيخ ناصر الهذال في تصريح إلى «الحياة»، أن «التعامل الدولي مع الهجمات المسلحة وأعمال العنف يتطلب جهوداً ديبلوماسية وأمنية للحد من اتساع الإبادة التي تطاول العراقيين منذ الإطاحة بالنظام السابق عام 2003». وأكد أن «الحكومة مطالبة أيضاً بتوفير الأمن لكل شرائح المجتمع وتأمين الشعائر الدينية للمذاهب والأديان كافة. إن إغلاق المساجد السنية وعودة فتحها، وهجرة المسيحيين، واستهداف التركمان والأكراد الفيليين، مسؤوليات على الحكومة والأحزاب الرئيسية إدراك مخاطرها». وكان رئيس مجلس الأمن للدورة الحالية ليو جيه يي (صيني) دان الموجة الأخيرة من الهجمات في العراق، داعياً إلى تقديم الجناة ومن يقف وراء المجاميع المسلحة إلى العدالة. إلى ذلك، أعلن مكتب محافظ ديالى نجاة مديره غضنفر المهداوي من محاولة اغتيال على أيدي «ميليشيات مسلحة على الطريق الرئيس الرابط بين بعقوبة والمقدادية». وأبلغ المكتب «الحياة»، نقلاً عن المهداوي، ان «مجموعة من أفراد الميليشيات في سيارة نوع سوناتا بيضاء، باغتوه بوابل من الرصاص اثناء توجهه الى مدينة بعقوبة، على رغم انتشار العناصر الأمنية وعلى مسافة قريبة من إحدى السيطرات». وكان رئيس فرع نقابة المحامين في المقدادية إسماعيل الطائي قضى بهجوم في الطريق نفسه، في وقت تؤكد الأجهزة الأمنية انفلات الأمن في الطريق الذي يعتبر أبرز الطرق الرئيسية الرابطة بين الأقضية وبعقوبة مركز المحافظة. وكانت ديالى ومحافظات عراقية أخرى شهدت تصعيداً أمنياً منذ مطلع العام الحالي مما أوقع مئات القتلى بينهم رجال أمن وخطباء ومسؤولون وشيوخ عشائر.