دانت أمانة جدة جهات حكومية وشركات تعمل لصالح مشاريعها، بالتسبب في استفحال وجود الحفر والمناهل من دون معالجة وضعها وإعادتها كما كانت عليه، متوعدة بإصدار كشف حساب للتعريف بأسماء الشركات والجهات الحكومية التي تسببت في وجود الحفر والمناهل المنتشرة في شوارع جدة، وراح ضحيتها ثلاثة أشخاص في أقل من شهرين. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» عن شكوى تقدمت بها الأمانة لمحافظة جدة تفيد بتلقيها بلاغات يومية من مواطنين وجهات حكومية عن وجود حفر ومناهل تابعة لإدارات وشركات تعمل لتلك الإدارات، ويطلب من الأمانة استلامها ومعالجتها، الأمر الذي عدته الأمانة من صميم عمل المقاولين الذين قاموا بتنفيذ المشروع وخلفوا تلك الحفر والمناهل، مؤكدة على أن ذلك يتطلب تدخلاً من تلك الإدارات ومعالجة أوضاعها على وجه السرعة، حسب المواصفات الفنية المعتمدة لما تشكله من خطورة على أرواح السكان. من جهتها، عممت محافظة جدة على الجهات الحكومية كافة بالالتزام الكامل بمعالجة الحفر المنتشرة كافة والمتسبب فيها المشروع الخاص بكل جهة، وذلك بتعميد المقاولين بإعادة وضع «الحفر» كما كانت عليه، مع المتابعة والمراقبة المستمرة للتأكد من إتمام العملية بشكل كامل، وتغطية المناهل بإحكام وتحملهم المسؤولية الكاملة وفقاً للأنظمة والتعليمات، مبينة أن «أمانة جدة» على استعداد للتعريف بأسماء الشركات المنفذة والجهات التابعة لها، في حال احتاج الأمر إلى ذلك. يذكر أن حادثة سقوط أب وابنه في «حفرة» صرف صحي لم يمر عليها أكثر من شهرين في شارع التحلية أمام أحد المجمعات التجارية، وهو الأمر الذي تعاطف معه المجتمع في شكل عام و «الجداوي» في شكل خاص ضد المتسبب، ومن شمال المحافظة إلى جنوبها، نكأت حادثة وفاة طالب سعيد بن جبير الثانوية في حي الكيلو 14 جنوبي جدة جرح السكان في حوادث السقوط المتكررة، وذلك أثناء فترة انصرافه من المدرسة أول من أمس، إذ سقط الطالب عبدالله عاطي الزهراني في حفرة الصرف الصحي القريبة من المدرسة، وحاول الطلاب إنقاذ زميلهم قبل وصول الدفاع المدني، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.