مازالت الشوارع شرق الخط السريع تعاني من أضرار السيل الذي خلف وراءه حفراً تضع سكان هذه الإحياء أمام مصير مجهول، وبرغم أن الأهالي تركوا ممتلكاتهم وتوجهوا للسكن في الشقق المفروشة هرباً من خطر المستنقعات والحفر، إلا أن هناك العديد من البلاغات عن مفقودين بعد انخفاض خطر السيل وظهور أخطار أخرى تهدد السكان خاصة وأنه لم تحدد بدقة مواقع هذه المستنقعات ولا مدى عمق هذه الحفر حتى الآن بسبب الظروف القاسية التي لا تزال تخيم على هذه الأحياء متسببة في الكثير من الحوادث وانزلاق السيارات والسكان والحيوانات مخلفة وراءها روائح كريهة بسبب تحلل هذه المكونات داخلها وهو ما يؤدي إلى انتشار الأوبئة وتلوث البيئة. وأرجع مهندسون معماريون هذه الحفر العميقة “3 - 9 أمتار” إلى الخرسانات الهشة للبيوت الشعبية ومشاريع الصرف الصحي. “المدينة” قامت بجولة ميدانية في هذه الأحياء ورصدت علامات الحزن والإحباط والقلق المرتسمةعلى وجوه أهلها، في ظل وجود العديد من الحفر والمستنقعات التي تهدد حياتهم وممتلكاتهم بالخطر فلا زالت المدارس المتضرر مهجورة خالية من طلابها، والشوارع تحولت إلى حفر ومستنقعات، فيما لا يزال السكان يتوجهون إلى الدوائر الحكومية لتقديم الشكاوى من سوء التصريف وانتشار الروائح الكريهة في كل مكان، ويؤمل الجميع في تغيير الوضع الحالي لهذه الإحياء لتعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل هذه الفاجعة. حفر وروائح كريهة أحمد العزيزي من سكان قويزة يقول : الروائح الكريهة المنتشرة تدل على وجود جثث لم يتم انتشالها حتى الآن، وهناك جثث في أحد المنازل لم يتم انتشالها إلى الآن - على حد قوله - ، متسائلا عن دور الدفاع المدني في استكمال انتشال الجثث ووضع علامات وتنبيهات ب "عدم الاقتراب" حول الحفر والمستنقعات التي لم يتم تحديد مكانها بعد بسبب المياه التي تغمرها وتحيط بها من كل جانب. بدوره قال محمد السلمي : لم نتضرر من السيل بقدر تضررنا من الحفر التي تعيق حركتنا، ولا يزال أبنائي غير قادرين على الذهاب لمدارسهم بسبب الحفر التي تحيط بالمنزل دون أن نعرف أماكنها. آليات جديدة من جهة أخرى قال مهندس البيئة عادل باديب بتحفظ شديد : يجب أن لا نضخم مشكلة الحفر والمستنقعات والعمل على إيجاد حلول ومعالجة ما أفسده السيل بهذه الأراضي، مشيراً إلى أنه بصدد عمل آليات جديدة في التعامل مع هذه الحفر والمستنقعات وسوف تنفذ في القريب العاجل للكشف على الشوارع ومباشرة الإصلاح فيها. وأضاف: لا نزال نعمل لوضع خطط سريعة تهدف إلى توفير الآليات والإمكانيات لتجاوز آثار هذه الازمة في الشوارع، ونحن بصدد النزول للميدان، خاصة وأن أضرار السيل لا يمكن إزالتها من قبل جهة حكومية واحدة، بل لابد أن تتضامن الشركات والأهالي مع الجهات الحكومية لإزالتها والحد من أخطارها ويجب أن ترش هذه المستنقعات بالمبيدات تلافيا لأي أوبئة قد تسببها. من جهته أوضح المهندس عبد الرحمن الخريجي نائب رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن المنازل الشعبية التي تعتمد على خرسانة شعبية، هي الأكثر تضرراً وهي التي تسببت في إحداث حفر عميقة بسبب اعتمادها على الخرسانات البسيطة والبدائية دون مراقبة من البلدية. ويؤكد المهندس احمد عبدالخالق أن السبب في ازدياد عمق الحفر وظهورها بهذا الشكل المتزايد بعد توقف السيل يعود لمشاريع الصرف الصحي الأخيرة التي شملت معظم أحياء المدينة حيث عانى الناس من هذه الحفريات ولم تردم بشكل صحيح، وهذا سبب ما يسمى ب “الانخفاسات” التي أدت إلى تفاقم الكارثة.