واشنطن – أ ف ب – التقت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما في كابول أمس، الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، لإقناعه بتوقيع الاتفاق الأمني الأفغاني – الأميركي الذي يحدد أطر الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014، وأقرّه المجلس القبلي الأفغاني الكبير (لويا جيرغا) أول من أمس. وأعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن كارزاي طلب اللقاء الذي عُقِد مساءً، مشيراً إلى أنه أضيف إلى جولة رايس في أنحاء افغانستان، حيث ستتفقد خلال يومين قواعد أميركية وتجتمع مع ديبلوماسيين وخبراء تنمية. وأكد أن «أفغانستان تبقى إحدى أبرز أولويات الولاياتالمتحدة في مجال الأمن القومي». لكن مصادر أفغانية أكدت أن اللقاء حتمه فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إقناع كارزاي بتوقيع الاتفاق بعد موافقة «لويا جيرغا» مباشرة. وفي بيان اصدره أول من امس، حض كيري الرئيس الأفغاني مجدداً على توقيع الاتفاق، وقال: «لا يمكن أن أتخيل تأكيداً أكثر إلزاماً من قرار لويا جيرغا لإلزام كارزاي شراكة طويلة مع الولاياتالمتحدة وشركائنا الدوليين، ووضع أساس قوي لاستمرارنا في العمل معاً لجعل أفغانستان أكثر أمناً وازدهاراً». وكان الوزير زار كابول الشهر الماضي لإنجاز الاتفاق، وحض كارزاي على توقيعه. ويتمسك الرئيس الأفغاني بعدم تنفيذ طلب «لويا جيرغا» توقيع الاتفاق هذه السنة، ويصر على إرجائه إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 5 نيسان (أبريل) 2014. وأشار محللون في كابول إلى أن كارزاي يريد استخدام توقيع الاتفاق ورقة للضغط على واشنطن لنيل تأييدها لمرشحه في الانتخابات الرئاسية، وهو ما تحاول واشنطن أن تنأى بنفسها عنه لتفادي اتهامها بتزوير الاقتراع، كما حصل في اقتراع 2009 الذي كسبه كارزاي بعد انتظار ستة أشهر لإعادة فرز الأصوات، إثر طعن المعارضة بالنتائج واتهامها السلطات بعدم الشفافية. إلى ذلك، رأت كيت كلارك، الخبيرة في الشؤون الأفغانية، أن كارزاي ربما يكون قلقاً مما يمكن أن يفعله الأميركيون بعد توقيع الاتفاق، إذ انه لا يثق بهم، ولا يصدق تطميناتهم، وهو يرغب في التمسك ببعض الأوراق لأنه يعتقد بأنها الطريقة الوحيدة لإجبار الولاياتالمتحدة على عدم الاعتداء على سيادة أفغانستان».