دفعت المشاهد المروعة للإعدامات التي نفذها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بحق عامل اغاثة اميركي وجنود من القوات النظامية السورية، الدول الغربية الى تأكيد تصميمها على التصدي لهذا التنظيم الجهادي المتطرف. وكان «داعش» أعلن قتل الرهينة الاميركي بيتر كاسيغ، رداً على ارسال جنود اميركيين الى العراق، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على الانترنت الاحد وتضمن كذلك مشاهد لذبح جنود سوريين بأيدي عناصر من هذه المجموعة. وعقب انتشار الفيديو، أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما مقتل الرهينة الاميركي، المواطن الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم الجهادي رأسه في سورية منذ آب (أغسطس) الماضي، علماً ان كل هؤلاء الضحايا صحافيون او عاملو اغاثة. وقالت اليوم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني في بيان ان «الاعدام الوحشي لبيتر كاسيغ العامل في المجال الانساني وجنود سوريين دليل جديد على ان تنظيم الدولة الاسلامية ماضٍ في برنامج الرعب». وأضافت: «كل مرتكبي انتهاكات لحقوق الانسان سيحاسبون. ولن يوفر الاتحاد الاوروبي اي جهود لتحقيق هذه الهدف»، مشددة على ان الاتحاد الاوروبي ملتزم «في شكل تام مكافحة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من المنظمات الارهابية في سورية والعراق بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين». وجاءت هذه الاعدامات التي عرضها «الدولة الاسلامية» في فيلم دعائي طويل من 15 دقيقة، بمثابة دليل جديد على وحشية هذا التنظيم الذي لا يتردد في اعتماد اسوأ اساليب القتل، وفي سبي النساء، واصدار احكام بالاعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سورية والعراق. وظهر في شريط الفيديو الموقع من «مؤسسة الفرقان للانتاج الاعلامي» التي تتولى نشر اخبار التنظيمات الجهادية على شبكة الانترنت، رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء، يشير الى رأس رجل ملقى عند قدميه، ويقول باللغة الانكليزية «هذا هو بيتر ادوارد كاسيغ المواطن الاميركي». وتوجه المتحدث الى اوباما قائلاً: «زعمتم انكم انسحبتم من العراق قبل اربعة اعوام وقلنا لكم حينها انكم كذابون ولم تنسحبوا. ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين (...) وها انتم لم تنسحبوا وانما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم أكثر مما كانت». وأضاف: «ها نحن ندفن اول صليبي اميركي في دابق (مدينة في شمال سورية) وننتظر بلهفة مجيء بقية جيوشكم لتذبح او تدفن هنا». ولم يذكر المتحدث تاريخ قتل كاسيغ (36 سنة)، وهو جندي اميركي سابق قاتل في العراق، لكنه ترك الجيش وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي. وقال اوباما في بيان: «نرفع صلواتنا ونقدم تعازينا لوالدي وأسرة عبد الرحمن كاسيغ المعروف ايضاً باسم بيتر»، مضيفاً: «انها فعلة شر مطلق نفذتها مجموعة ارهابية يعتبرها العالم، وهو محق، لا انسانية». وأعرب ذوو الرهينة الاميركي اد وبولا كاسيغ في تغريدة على «تويتر» عن «حزنهما الشديد لمقتل ابنهما بسبب حبه للشعب السوري ورغبته في تخفيف آلامه». ونكست الاعلام في انديانا، مسقط رأس كاسيغ، وقال حاكم الولاية مايك بنس في بيان ان عملية القتل «عمل بربري لا يمكن وصفه (...) عبدالرحمن كاسيغ كان واحداً منا وكان الافضل بيننا». وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هربا من اعمال العنف، اضافة الى عمله في مناطق منكوبة في سورية. ويقول اصدقاؤه انه اعتنق الاسلام واتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن. وخطف في تشرين الاول (اكتوبر) 2013 بينما كان في مهمة لنقل مساعدات انسانية الى سورية. وظهر كاسيغ في شريط فيديو تم بثه في الثالث من تشرين الاول الى جانب عامل الاغاثة البريطاني آلان هينينغ، بينما كان عنصر في تنظيم «الدولة الاسلامية» يذبح هينينغ. ثم قام العنصر بتقديم كاسيغ على انه الضحية التالية، اذا لم يوقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ضرباته الجوية. واعلن البيت الابيض في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) ان اوباما وافق على ارسال 1500 عسكري اضافي الى العراق لتدريب القوات العراقية والكردية على محاربة تنظيم «الدولة الاسلامية»، ما يضاعف تقريباً عدد الجنود الاميركيين في البلاد. ووردت الصور المتعلقة بكاسيغ في الدقائق الاخيرة من الشريط المصور الذي يروي تاريخ نشوء فرع تنظيم «القاعدة» في العراق بعد الاجتياح الاميركي وصولاً الى مقتل زعيمه ابو مصعب الزرقاوي ومبايعة ابو بكر البغدادي واقامة «الخلافة» في حزيران (يونيو) الماضي. وتضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعية بايدي عناصر من التنظيم استهدفت 18 شخصاً قدموا على انهم جنود سوريون، من دون ان يحدد تاريخ ومكان ذبحهم. وظهر في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يقومون بذبح رجال ارتدوا زياً موحداً كحلي اللون، جاثين ارضاً وموثقي الايدي، قدموا على انهم «ضباط وطيارو النظام النصيري». وأظهر الشريط مشاهد مروعة لعملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء. بعد ذلك، عرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم من دون تغطية وجوههم وامام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل منها رأس مقطوع.