التقى رواد الفن المعاصر في صالات مبنى البنتاغون التركي الذي استضاف «معرض إسطنبول للفن المعاصر». ووفق خبراء فنيين، إذا أردنا وضع عنوان عريض للأعمال الفنية المعروضة، فإن «خلق أبعاد ثلاثية ورباعية في اللوحة» هو العنوان الأمثل الذي يمكن أن تنضوي تحته معظم الأعمال المعروضة في هذه الدورة. وتقول صاحبة غاليري «ليلونغ باريس» إن بيكاسو كان ليشعر بالسعادة لو تمكّن من زيارة معرض إسطنبول المعاصر، والسبب أنه كان يحلم بصنع بعد رابع للوحة الفنّية، لكنه توفي قبل أن يشهد ولادته. لكن الفنانيين المشاركين في المعرض، نجحوا في إيجاد هذا البعد. ويمكن للمتجول بين الأعمال الفنية المعروضة ملاحظة، أن الفنانيين اختلفوا في تقنيات خلق الأبعاد الفنية الجديدة، لكنهم اتفقوا على ضرورة الخروج عن البعدين النمطيين للوحة الفنانة بيتر ديمتيز التي صنعت لوحاتها من الخشب الهندي ومادة الأكريليك، لتجسد شخوصاً يدخلون في عمق اللوحة. ديمتيز جعلت كائناتها تنظر إلى داخل اللوحة، كأنها تريد القول إن أبعاد لوحاتها لم تنته بعد، وتركت للمتلقي النظر في ظهر الشخصية ليستنتج بنفسه إلى أين ستذهب. وتشير الفنانة المولودة في براغ الى أن جدها ساعدها في إنجاز اللوحات. وكذلك اعتمدت التركية جنان أوستاولو على الخشب في جعل اللوحة تقترب من عين المتلقي، مبتكرة من الخشب أشكالاً هندسية ملوّنة. في حين اختار الفنان الكوري دونغ يون بارك صناعة أبعاده الخاصة بواسطة القماش، فجسّد لوحات عدة بتموّجات لونية متناغمة اعتمدت على القماش في خروجها عن النمطية، وفي اقتحامها للبعد الثالث. ولأن مجالات الأبعاد الفنّية الجديدة لا تنتهي، فإن الفنان الكوري شين هو جعل من صراخ شخوصه وحركتها بعداً جديداً ومتميزاً، فبمجرد الاقتراب من الجدار المعلقة عليه لوحاته، يمكن المتلقي ملامسة صراخ شخوص الفنان على رغم صمتها، من خلال توظيف حركة الهواء في تحريك اللوحة. منحوتات زجاجية واستخدم عدد من الفنانين تقنيّة الطبقات الزجاجية، بهدف إيجاد سماكات ثلاثية الأبعاد، ومنهم الفنان الفرنسي جان كابلانس، والتركية آردان أوزمينولو التي رسمت أشجاراً في أوضاع مختلفة على ألواح زجاجية متتالية، توحي للمشاهد أن الأشجار تتحرك. الإسباني خوان ريبوليس صنع من الزجاج شخصيات طريفة، تلفت الأنظار بألوانها الزاهية وأشكالها الأقرب إلى الشخوص الكرتونية. وإلى جانب اللوحات الملونة بتقنيات معاصرة، امتاز معرض إسطنبول بأعمال فن الفيديو المتحرك. واللافت أن بعضها كان تفاعلياً، بحيث يُطلب من المتلقي تصوير وجهه في بعضها، وتحريك الكاميرا في أخرى. ومن الأعمال المتحركة المميزة لوحة الفنان جونسونغ باي الذي عكس في العمل صورة امرأة كورية في أوضاع وملابس مختلفة. وشارك في المعرض غاليريات من فرنسا وتركيا والأردن واليابان وكوريا الشمالية والصين وأميركا، مقدمة أعمالاً لفنانين من جنسيات عدة.