الصورة الفوتوغرافية في التواصل الصحافي قوة تعبيرية للرموز المكتوبة بسام خالد الطيارة - "الوسط"، 29 يوليو 2002 مقتطفات تشكل الصورة الفوتوغرافية عنصراً مهماً ومؤثراً في الصحافة المكتوبة، كما هو الأمر في الإعلام المرئي حيث يحل الريبورتاج المصور الحي محل الصورة ليزيد من قوة المعلومة التي يحملها الموضوع. وعلى رغم هذا التماثل في التعبير بين الصورة في الإعلام المكتوب، والريبورتاج في الإعلام المرئي، إلا أن قوة تعبير «الصورة الثابتة» ما زالت قوية الى درجة أن العديد من الريبورتاجات التلفزيونية ما زالت تلجأ إليها في بعض الأحيان لدعم ريبورتاجاتها. ... وفي حالات أخرى يشكل غياب الصورة تعاملاً تواصلياً لا يقل فعالية عن صورة معبرة. فالمبدأ التواصلي المبني على «غياب الواقع» يستند الى مخيلة المتلقي لتوسيع رقعة التأثير عليه وتعميق قوة الرموز التي تحملها النصوص المكتوبة والأخبار المتواترة حول الموضوع. واستخدم هذا الأسلوب كثيرون من الأثرياء الأميركيين الذين كانوا يمنعون التقاط أي صورة فوتوغرافية لهم مما كان يسمح لهم ببناء «صورة تواصلية» حسب ما يريدون ويساهم في تكوين اسطورتهم. وكذلك تفعل اسرائيل بكل ما يتعلق بقوتها النووية. فهي تمنع الصحافيين بشكل صارم من الاقتراب من مفاعل ديمونة في النقب، ويشكل غياب صور المفاعل قوة تواصلية تدعم السياسة الاسرائيلية النووية المبنية على الردع عن طريق التستر على قوتها، على عكس القوى النووية الأخرى التي تبني سياستها الردعية على مبدأ عرض القوة وبالتالي مدّ الصحافة بالمعلومات والصور عن سلاحها النووي ومفاعلاتها وبعض المنشآت من دون الدخول في تفاصيل أسرارها العسكرية...