أعلنت حركة «التغيير» الكردية المعارضة أن زعيمها نوشيروان مصطفى سيلتقي خلال الأيام المقبلة رئيس الإقليم زعيم الحزب «الديموقراطي» مسعود بارزاني في إطار مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية موسعة، فيما أكد السياسي الكردي المخضرم محمود عثمان أن كل من إيرانوتركيا تلعب دوراً مؤثراً على الأطراف الكردية في مساعي تشكيل الحكومة. وأنهى مرشح «الديموقراطي» لرئاسة الحكومة المقبلة نيجيرفان بارزاني أول من أمس الجولة الأولى من مشاوراته مع زعماء القوى الفائزة في الانتخابات البرلمانية الكردية التي أجريت في 21 من أيلول (سبتبمر) الماضي، وأكد خلالها أن مباحثاته اقتصرت الوقوف على مواقف تلك القوى من المشاركة دون الخوض في تفاصيل توزيع المناصب الوزارية. وأعلنت «التغيير» أن «أعضاء المجلس الوطني في الحركة وافقوا بالإجماع على قيام منسقها العام نوشيروان مصطفى بزيارة المكتب السياسي للحزب الديمقراطي ولقاء رئيسه مسعود بارزاني، خلال الأيام المقبلة، لبحث عدة قضايا، على رأسها الخطوط العامة لتشكيل الحكومة». وقال السياسي الكردي المخضرم، النائب في البرلمان العراقي محمود عثمان ل «الحياة» إن «اللقاء المرتقب بين الزعيمين، يحمل أهمية بالغة بعد صعود حركة التغيير كثاني قوة بعد الحزب الديموقراطي، وتوصلهما إلى تفاهم سيكون عنصراً هاماً لخلق استقرار سياسي في الإقليم بعيداً عن التوترات، ومجرد لقاء من هذا النوع يعزز التفاؤل في الوسط السياسي الكردي، ويبدو أن هناك تهيئة لإنجاح اللقاء من أجل تشكيل حكومة موسعة»، داعياً الأطراف الراغبة في المشاركة بالحكومة الجديدة إلى «تجنب الخوض في تفاصيل سقف المطالب، وإبداء المرونة في الطرح، ووضع المصلحة العامة ضمن الأولويات». وأوضح عثمان أن «تشكيل حكومة ائتلافية موسعة ووضع برنامج يتفق عليه الجميع، سيكون له مردود إيجابي»، واستدرك «ولكن في الوقت نفسه اعتقد أن غياب المعارضة سيكون له تداعيات سلبية، وعلينا أن نتجنب ما واجهناه في البرلمان العراقي، والذي شل دوره الرقابي». وشدد على أن «إيرانوتركيا لعبتا دوراً فعالاً في تشكيل حكومة الإقليم، خصوصاً أن وفداً إيرانياً أجرى أخيراً لقاءات مع القوى الكردية، ولقاءات أخرى جرت لمسؤولين من الإقليم في تركيا، وأن كلا الدولتين تسعيان لضمانة مصالحهما مع الحكومة القادمة، لكن في النهاية فإن القرار يبقى بيد القوى الكردية نفسها». واتفق روستايي مع عثمان بالدور الإيراني المؤثر قائلاً: «إيران تلعب دوراً هاماً ومؤثراً على العملية السياسية في الإقليم، وهي تتمتع بعلاقات وطيدة مع أغلب القوى الكردية، لذلك لم يكن خافياً في أن يكون لها دور جدي في مساع تشكيل الحكومة، إلى جانب تركيا التي تضغط باتجاه الحفاظ على مصالحها في المنطقة، وحتى إن لم يكن دورها بقوة التأثير الإيراني»، مشيراً إلى أن «الاتفاق النووي الأخير بين طهران والغرب سيضاعف من قوة إيران كلاعب رئيسي في المنطقة، وسيكون لهذا الاتفاق الأثر الإيجابي بشكل غير مباشر على الإقليم».