كشف العضو المؤسس للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة الدكتور سمير عباس ل «الحياة» عن اتجاه أسر سعودية إلى خارج البلاد لإجراء عمليات حمل عبر الرحم البديل أو ما يطلق عليه ب «الرحم الظئر» الممنوعة في السعودية بسبب عدم جواز المجمع الفقهي الإسلامي لها، وإنجاب أطفال عبر هذه العملية والعودة بهم إلى البلاد. وقال الخبير في جراحات النساء والولادة و العقم إن كثيراً من الأسر السعودية تسافر إلى الدول الأجنبية والشرق آسيوية، لإجراء عمليات رحم الظئر، والتي من خلالها تؤخذ الحيوانات المنوية من الزوج والبويضات من الزوجة ووضعها في الحضانات، ليتكون الجنين، وبعد ذلك يوضع الجنين في رحم المرأة صاحبة الرحم وهو يبلغ من العمر خمسة أيام، لتعمل على حمله وإنجابه، وتسليمه إليهما، وذلك نظير مقابل مادي، أو بشكل تطوعي ، مبيناً أن هذه العمليات ممنوعة في السعودية بسبب عدم إجازة المجمع الفقهي الاسلامي الدولي لها. وأوضح أن عملية الرحم البديل تتم لعدم قدرة رحم المرأة المتزوجة على حمل طفل لأسباب مرضية، كامتلاكها رحماً صغيراً لا يعمل، أو رحماً مشوهاً لا يستطيع حمل الجنين، أو غيرهما من الأسباب المرضية الأخرى، لذلك يُلجأ إلى امرأة أخرى ويتم وضع الجنين في رحمها لتعمل على تغذيته وحمله، وبعد إنجابه تسلمه للأسرة، مشيراً إلى أن الجنين الذي تحمله المرأة لا يتصف بصفاتها، بل يحمل صفات والده ووالدته، إذ إن المرأة تعمل على حمله فقط. وأفاد أنه في حال أجري إحصاء لعدد الأسر السعودية التي تسافر إلى الخارج لإجراء هذه العملية، سيُظهر هذا الإحصاء عدداً كبيراً، منوهاً بأن أبرز الدول التي تسافر إليها الأسر السعودية هي الدول الأوروبية وشرق آسيا، إلا أن الأخيرة أقل كلفة، إذ تتراوح كلفة عمليات الرحم البديل بين 100ألف إلى 300 ألف ريال. وأشار إلى أن إجراء عملية «رحم الظئر» بحاجة إلى زيارات عدة إلى البلد الذي ترغب الأسرة بتنفيذ العملية فيه، إذ يجب التفاهم مع محام يوثق تفاصيل العقد المبرم بين الزوج والزوجة والمرأة التي ستحمل جنينهما، إذ يتم الاتفاق على كلفة الحمل، الرعاية الطبية، الولادة، تسلم المبلغ عند تسليم الطفل، وبعد ذلك تعود الأسرة إلى السعودية بصحبة طفلها مع شهادة ميلاده التي لا تشير إلى طريقة حمله. وطالب المجمع الفقهي الإسلامي بمراجعة قراره الذي اتخذه بشأن عمليات «رحم الظئر»، الذي يفيد بعدم جوازها، والتوسع في درس القضية، منوهاً بأن أسراً تعاني بشدة من عدم إمكانها إنجاب أطفال لا سيما مع وجود حلول بديلة تمكنهم من ذلك. وأضاف: «عمليات «رحم الظئر» هي شبيهة برضاعة المرأة لغير أطفالها، إذ إن الغذاء الذي يلتهمه الطفل من صدر المرأة، مثل الغذاء الذي يتناوله من الحبل السري الممدود إلى الطفل». وأفاد بأن عمليات «رحم الظئر» التي تنفذها أسر سعودية خارج البلاد، هي ممنوعة في السعودية بسبب عدم إجازة المجمع الفقهي الإسلامي لها، مطالباً المجمع الفقهي الإسلامي بمراجعة القرار الذي اتخذته بحق عمليات «رحم الظئر».