جنيف – أ ف ب، رويترز – أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المفاوضات النووية المتواصلة منذ أربعة أيام في جنيف مع مجموعة الدول الست الكبرى (الدول الخمس دائمة العضوية زائد ألمانيا) «دخلت مرحلة صعبة جداً»، مؤكداً أن «المفاوضين الإيرانيين يرفضون أي طلب مبالغ فيه يحرمنا حق امتلاك دورة كاملة للتقنية النووية المستخدمة لأغراض السلمية، وبينها نشاطات التخصيب التي لن تتوقف، ويجب أن تكون جزءاً من أي اتفاق». وكان ديبلوماسيون غربيون لمّحوا إلى أن «صيغة جديدة للاتفاق تمثّل حلاً وسطاً، لن تعترف صراحة بحق أي دولة في إنتاج وقود نووي». وأكد عباس عراقجي، نائب ظريف ورئيس المفاوضين الإيرانيين صباح أمس أن «نقطتي خلاف أو ثلاث لا تزال قائمة»، قبل أن يعلن مساء أن «الخلاف يتناول مسائل الصياغة»، فيما كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده «لم ولن تسعى للحصول على أسلحة دمار شامل». وقلل ظريف من أهمية التحاق وزراء خارجية الدول الست بالمحادثات «لأنهم انضموا إلى الجولة السابقة التي أجريت مطلع هذا الشهر، وأخفقوا في قيادتها إلى تسوية»، فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن «المفاوضات لا تزال صعبة جداً، وحضورنا إلى هنا لا يعني أن الأمور انتهت»، مشدداً على أن الدول الست المعنية بالمفاوضات لن توقع أي اتفاق إلا إذا تأكدت بأنه مفيد حقاً ويعالج المشاكل التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني». وأضاف «نتذكر حكاية المحادثات المستمرة منذ أكثر من عشر سنين، وإلى أي حدّ أخفي البرنامج النووي الإيراني وتحدّى المعاهدات الدولية، لذا من المهم جداً أن يكون الاتفاق مفصّلاً وشاملاً، ويستطيع العالم كله أن يثق بأنه سيكون فاعلاً وسينفّذ». وأكد مصدر ديبلوماسي أوروبي تطابق وجهات نظر البريطانيين والفرنسيين والألمان. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله «ثمة فرصة واقعية لإبرام اتفاق، لكن يجب إنجاز عمل كثير لتحقيق هذا الهدف». وشدد نظيره الفرنسي لوران فابيوس على رغبة بلاده في توقيع «اتفاق متين»، علماً أن موقفه الحازم منع التوصل إلى اتفاق في الجولة السابقة من المفاوضات. وكانت ماري هارف، نائبة الناطقة باسم الخارجية الأميركية، قالت إن سفر وزير الخارجية جون كيري إلى جنيف «جاء في ضوء التقدّم الذي يتحقق، والأمل بالتوصل إلى اتفاق»، علماً أن وزارة الخارجية الصينية لم تتردد في إعلان أن «المحادثات بلغت لحظة النهاية». ورأت مصادر في طهران أن حضور وزراء خارجية الدول الست لا يعكس التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، بل يشكّل وسيلة لزيادة الضغوط علي المفاوضين الإيرانيين من أجل تقديمهم تنازلات إضافية، أو المساهمة في تذليل مشاكل يملكون مفاتيح حلها. واعتبرت أن القضايا الخلافية «لم تتغير منذ الجولة السابقة، وتتعلق بنشاطات التخصيب ومخزون اليورانيوم المخصّب ومفاعل اراك للمياه الثقيلة، إضافة إلي قضايا العقوبات الاقتصادية على طهران». وتابعت المصادر: «لا يملك المفاوضون الإيرانيون خيارات كبيرة، لأنهم يتحركون في إطار ثوابت قيادتهم في طهران، في حين لا يريد الغرب إزالة مزيد من العقوبات الاقتصادية، مثل تلك المفروضة علي البنك المركزي الإيراني أو صادرات النفط الإيرانية، من أجل إقناع طهران بتقديم تنازلات إضافية، بل يحاول الضغط علي مفاوضيها لقبول اقتراحات تحاول عرقلة نشاطات التخصيب». وفي لندن قال السفير السعودي الأمير محمد بن نواف إن «السعودية وجهت تحذيراً إلى الغرب من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، إذا فشلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبقية الدول الكبرى في كبح برنامج إيران النووي الطموح». ونقلت صحيفة «ذي تايمز» عن الأمير محمد تأكيده على أن «كل الخيارات متاحة»، في اشارة الى أن دول الخليج الغاضبة والقلقة من طموحات إيران النووية «قد تنجر إلى سباق تسلح نووي». وتحدث عن مدى الإحباط الذي تشعر به السعودية من تعامل الغرب مع القيادة الإيرانية الجديدة. وقال السفير السعودي أن «الاندفاع» الأميركي لاحتواء طهران كان أمراً «غامضاً». وإن سياسة «التهدئة لم تنجح في الماضي ولا أظن أنها ستنجح في القرن ال21»، منتقداً ما يراه فشلاً غربياً في هذا الصدد، «وهذا السبب وراء كون الإحباط موجهاً فعلياً نحو اللاعبين الأساسيين في مجلس الأمن الدولي، فهذه هي مسؤوليتهم، هم سيشتركون في تحمل اللوم، مهما كانت الصفقة التي ستتم، إنهم مسؤولون عنها».