تضاربت توجهات التجار في حركة البيع خلال أيام العيد، وفي حين عمد بعض التجار إلى رفع الأسعار باعتباره موسماً سنوياً تنشط فيه حركة البيع، قام آخرون بحملة تخفيضات، وبخاصة في الشركات الكبيرة، وهو ما أصاب المتسوقين بحيرة، وذلك في ظل حركة نشطة تشهدها الأسواق استعداداً للعيد، وأسهم في زيادتها تسلّم الموظفين رواتبهم باكراً هذا الشهر، وعمدت غالبية المحال التجارية الى تمديد فترات العمل إلى الساعة الثالثة فجراً لإتاحة الفرصة للمتسوقين لشراء مستلزمات العيد، على رغم قولهم إن مشتريات هذا العام أقل من المتوقعة. وحظيت المحال في المجمعات التجارية بالنسبة الأعلى من المتسوقين، وسجلت مدينتا الدمام والقطيف افتتاح مجمعات تجارية عملاقة، أصبحت تجذب إليها المتسوقين من مختلف المناطق، وهو ما يخفف الزحام عن مدينة الخبر التي تحظى بنصيب الأسد من المجمعات التجارية في المنطقة، وبخاصة بعد افتتاح التوسعة في مجمعي «الراشد» و«الظهران مول». وشكل اعتدال الطقس إلى حد مقبول في المساء، دافعاً آخر للتسوق، وبخاصة في الأسواق شبه المفتوحة التي باتت تعاني من قلة الزبائن في الأيام العادية بسبب درجات الحرارة المرتفعة، والمنافسة التي تفرضها المجمعات التجارية وسط أجواء مكيفة وإيجاد الأماكن الترفيهية للأطفال. إلا أن مواطنين اشتكوا من ارتفاع الأسعار، وبخاصة الملابس، فيما اعتبرها التجار من المناسبات السنوية الرئيسية التي يعتمدون عليها لتحقيق مبيعات وأرباح، مؤكدين أنه بسبب قلة الزبائن لجأت بعض المحال إلى القيام بعروض «تخفيضات» في هذه الفترة، وهو الأمر الذي لم يحدث في وقت سابق. وقال المواطن عبدالله الدوسري إن ارتفاع الأسعار أمر طبيعي في هذه الفترة، كما ان التوجه إلى المجمعات التجارية «المغلقة» يعود إلى الأمور المتعلقة بالطقس وأمور تجارية أخرى. وذكر جاسم التركي (تاجر) أن حركة البيع هذا العام أفضل من العام الماضي، كما أنها زادت خلال اليومين الماضيين بسبب تسلّم الموظفين رواتبهم باكراً، إلا أنها أقل من المتوقع، وقال: «إن انتعاش حركة البيع ستستمر في الارتفاع إلى ليلة بدء العام الدراسي الجديد، التي لن يفصلها عن العيد إلا أيام». ويأتي انتعاش قطاع الملابس بعد رواج سوق المواد الغذائية التي سجلت مبيعات كبيرة خلال شهر رمضان، بلغت بحسب بعض التقديرات 100 في المئة مقارنة بالأسابيع التي سبقت شهر رمضان المبارك. وتحظى الملابس بالنصيب الأوفر من كعكة العيد، كما أن «الإكسسوارات» وأدوات الزينة أصبح لها نصيب من الاهتمام، وبخاصة أن السعوديات من أكثر النساء اهتماماً بأدوات الزينة بكل تفاصيلها، سواء للحلق، أو العقد، أو الخلخال، أو أدوات الشعر، إذ ترتفع المبيعات إلى أكثر من 100 في المئة خلال العيد. وإلى جانب مستلزمات المرأة، تقف «الأشمغة» في مقدم أولويات الرجال، وشهدت محال بيع الأشمغة تنافساً قوياً لجذب الزبائن، خصوصاً مع دخول الأيام الأخيرة من رمضان، في إطار تنافس شديد تعيشه السوق السعودية بين المنتجين والموزعين والوكلاء، ويلمسه الجميع من خلال وسائل الإعلام، وحتى لوحات الإعلانات في الشوارع حيث ترتفع مبيعات الأشمغة، التي تعد من الأركان الرئيسية في الزي الرسمي للمواطنين، في هذا الوقت من العام حيث اعتاد معظم المواطنين على شراء حاجاتهم من الأشمغة خلال شهر رمضان من كل عام، خصوصاً في العشر الأواخر منه، والتي تعتبر الموسم