أكد سفير الولاياتالمتحدة لدى لبنان ديفيد هيل أن «أي ترتيب يتوصل إليه المجتمع الدولي في المنطقة، لن يغيّر في تحالفات الولاياتالمتحدة وصداقاتها». وشدد على أن المحادثات الأميركية مع إيران «لن تُضعف بأي حال من الأحوال قوة وصمود التزام الولاياتالمتحدة بالقيم المشتركة بين اللبنانيين والأميركيين». ورأى أن لدى لبنان «ميزة» لأن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي «لهما استراتيجية متوازية لدعم لبنان ولن يتغيّر ذلك». وكشف هيل عن «وجود إجماع دولي على مساعدة لبنان في حماية نفسه من آثار الحرب في سورية»، موضحاً أن «هذا الإجماع يحتضن إعلان بعبدا وقرارات مجلس الأمن مثل 1701 و1559، ويسعى إلى إعطاء مؤسسات الدولة الأدوات اللازمة لتنفيذها». ولفت إلى «إجماع دولي على أن سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن الصراع السوري هي الصحيحة، والجماعات اللبنانية التي تنتهك هذه السياسة تضع مصالحها الضيقة ومصالح رعاتها في الخارج فوق مصالح الأمة اللبنانية والشعب اللبناني». وأعلن أن واشنطن «شريك ملتزم كلياً لبنان الذي نريده مستقراً ومزدهراً بعيداً من الصراع الدائر في سورية». وكان هيل يتحدث في مأدبة غداء أقامتها غرفة التجارة اللبنانية - الأميركية في فندق «فينيسيا» في بيروت على شرفه لتسلمه مهامه في لبنان. زيادة التبادل التجاري وتحدث هيل عن الروابط بين لبنانوالولاياتالمتحدة في مجالات كثيرة، مؤكداً أن «موارد السفارة في تصرف الشركات التي لديها تبادل تجاري مع الولاياتالمتحدة للاستمرار في زيادة حجم هذا التبادل التجاري». وأوضح أن الولاياتالمتحدة «استثمرت منذ العام 2005، أكثر من بليون دولار في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال المعدات والتدريب لسبب محدد جداً، وفقط عندما تكون هذه المؤسسات قادرة على أن تحمي جميع المواطنين في لبنان، والسيطرة على حدود لبنان وأراضيه كاملة، يمكن البلد أن يكون مستقراً ويعيش بسلام». وشدد في هذا الإطار على أن «توفير الأمن والسيطرة على السلاح يجب أن يكونا بين أيدي مؤسسات مسؤولة أمام الشعب وشفافة أمام مؤسسات الحكم، وليس أمام مجموعات لها أجندتها الخاصة وتشابكاتها الخارجية». واعتبر أن «قدراً أكبر من الاستقرار سيعزّز مناخ الاستثمار والاقتصاد في لبنان». وشدد على ضرورة «إزالة العقبات المحبطة للمستثمرين وأمام التجارة، ما يتطلب بعض الخطوات الأولى، إحداها تأسيس الإرادة السياسية لدى القادة اللبنانيين لمعالجة هذه المشاكل، وخطوة أخرى هي كسر الجمود السياسي في هذا البلد الذي يمنع العمل واتخاذ قرارات أساسية حكومية». وقال هيل إن «جهود المجتمع الدولي لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي» يمكن أن تكون لها «دلالاتها على المنطقة بما في ذلك لبنان». واعتبر أن «التوصّل إلى حل ناجح لهذه المسألة يمكن أن تكون له فوائد إيجابية عميقة». وأكد رئيس الغرفة سليم الزعني «الشراكة المتينة بين لبنانوالولاياتالمتحدة». ولاحظ أن هيل يعود «فيما تشهد المنطقة ولبنان نفسه وضعاً صعباً». ورأى أن قطاع النفط والغاز «موضوع مطروح بقوة حالياً ويحتاج إلى اهتمام فوري، ونتطلع إلى مشاركة الولاياتالمتحدة في هذا المشروع الضخم بما يضمن تحقيق هذا القطاع للشعب اللبناني المنافع الموعودة».