جدد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل من بيروت موقف بلاده بأن «الولاياتالمتحدة لن تعقد أي اتفاق لا مع السوريين ولا مع سواهم على حساب لبنان او شعبه خصوصاً في ما يتعلق بالمحكمة الدولية». وأعرب هيل الذي زار لبنان امس، آتياً من دمشق عن «دعم بلاده القوي للحكومة اللبنانية في جهودها لجعل يوم السابع من حزيران(يونيو) موعداً لإجراء انتخابات نيابية عادلة وحرة». ولفت الى أن «الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها القوي لقوى الاعتدال بالإضافة الى السلام والاستقرار في لبنان». وأوضح انه «يتابع مع السيناتور جورج ميتشل موضوع الانسحاب الاسرائيلي من شمال بلدة الغجر وقضية السلام الشامل في الشرق الاوسط». وبدأ هيل جولته بزيارة قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ترافقه السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون. وقال هيل بعد اللقاء: «هو لقائي الاول في خلال زيارتي القصيرة لبنان، وتسعدني دائماً العودة الى هذا البلد الذي خدمت فيه لسنوات عدة. اما الهدف من زيارتي اليوم فهو تأكيد الرسالة التي نقلتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الايام الاخيرة، وتأكيد الدعم الاميركي الثابت لسيادة لبنان واستقلاله». واضاف: «اذا كنا نعمل على توسيع التزاماتنا في الشرق الاوسط، فإنني اؤكد انه لن يكون هناك أي تسوية على حساب مصلحة لبنان. لدينا سياستنا المستقلة تجاه لبنان المستقل، وفي نظرنا ليست المحكمة الدولية موضع مقايضة، ولن تعقد اي صفقة على حساب العدالة التي يجب ان تتحقق». وأكد هيل «ان الولاياتالمتحدة ستبقى ملتزمة دعم جهود اللبنانيين لجهة تقوية مؤسساتهم الدستورية والمدنية والدفاعية والأمنية وتثبيتها». وقال: «وجودي هنا هو لمتابعة ما تم انجازه حتى الآن استعداداً للانتخابات النيابية. واود ان اكرر دعم الولاياتالمتحدة القوي للحكومة اللبنانية في جهودها لجعل يوم السابع من حزيران موعداً لإجراء انتخابات نيابية عادلة وحرة خالية من العنف وبعيدة من وسائل الترهيب. ان مستقبل لبنان ومن خلال اجراء انتخابات نيابية حرة يتوقف على الشعب اللبناني الذي عليه ان يختار ويقرر. ومن جهتنا، فإن الولاياتالمتحدة ستواصل دعم لبنان قوياً وحراً كما ستواصل دعمها اعادة بناء المؤسسات في هذا البلد، وهذه افضل طريقة لتأمين الاستقرار والازدهار والرفاهية في لبنان والمنطقة». وعن زيارة ميتشيل للمنطقة، قال هيل: «ان الرئيس الاميركي ملتزم بقوة القيام بكل ما في وسعه من اجل تحقيق سلام عادل في منطقة الشرق الاوسط. وتم تعيين السيناتور ميتشيل في الايام الاولى لتولي الرئيس الاميركي مهماته وهذا ما يعكس الأولوية والإلحاح على التوصل الى نتائج وفق رؤية الرئيس الاميركي الذي يبذل جهداً كبيراً لتحقيق نتائج في اسرع وقت ممكن. ولعل هدفه هذا يتوقف على الامور الآتية: خلق ارضية ملائمة للتفاوض لحل الصراع العربي الاسرائيلي، والعمل مع الاسرائيليين وشركائنا العرب وحلفائنا في المجتمع الدولي لخلق الظروف الملائمة لإيجاد دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً الى جنب مع الدولة الاسرائيلية وهذا يعني السير في الحل القائم على فكرة الدولتين، ونحن نتطلع كذلك من اجل السلام العادل وفق الترابط بين هذه الافكار مع بعضها بعضاً». وعن الضمانات التي يمكن ان يقدمها الجانب الاميركي للبنانيين من ان لا صفقة على حسابهم خصوصاً ان الانتخابات النيابية باتت قريبة، شدد هيل على «ان الانتخابات النيابية مسألة داخلية وعلى الشعب اللبناني ان يختار بنتيجتها مستقبله بنفسه، ونتمنى له كل الخير في خياراته. من جهتها، فإن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها القوي لقوى الاعتدال اضافة الى دعمها لاستقرار لبنان وللسلام فيه لأننا نؤمن بأن لبنان يستفيد بقوة من هذه العوامل». واسترجع هيل سنوات خدم فيها في لبنان، وقال: «انا اعرف انه لم يكن يتمتع بالاستقرار والسلام ولا بالدعم الدولي، لذلك يسرني ان ارى ان التزام المجتمع الدولي تجاهه ودعمه له قد افضيا الى ابرازه كدولة قوية وهذا الأمر لا رجوع عنه، ويمكن من جهتي ان اؤكد لكم ان لا صفقات ولا اتفاقات ستجرى على حساب مصالح لبنان». ورفض الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستدعم حكومة يملك «حزب الله» أكثرية فيها أو يشارك فيها. والتقى هيل رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري في حضور سيسون ونادر الحريري والمستشار هاني حمود وجرى عرض للتطورات في المنطقة واستكمل البحث الى مائدة غداء اقامها الحريري على شرف ضيفه. ولاحقاً التقى هيل رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع.