فؤاد السنيورة شكلت إعادة إصدار صحيفة «الحياة» في صيغتها الحالية علامة فارقة في تاريخ الصحافة العربية، لأنها مثّلت وتمثل النموذج المتقدم للصحافة الحديثة الراقية والموثوقة، وهذه الثقة جرى اكتسابها من خلال الممارسة. لذلك، فعندما تنشر «الحياة» خبراً، فهذا يعني انه صحيح. وعندما تنشر دراسة، فهذا يدل على انها مفيدة. وحين تمتنع عن نشر معلومة ما، فالأسباب ستكون مهنية ووجيهة. لا يمكن القارئ العربي ان يتلمّس طريقه ليحصل على الخبر الصادق والمعرفة الدقيقة بعيداً عن الديماغوجية والمصالح السياسية، من دون صحيفة «الحياة» التي تحرص على ان يكون في عداد العاملين لديها كتّابٌ محترمون وصحافيون يتمتعون بالمهنية العالية. أعتقد أننا في حاجة الى صحيفة «الحياة» لل 25 سنة المقبلة. نائب لبناني ورئيس وزراء سابق. نبيل يعقوب الحمر «الحياة» تتدفق دائماً، وتزداد تألقاً ورونقاً مع إشرaاقة شمس كل يوم، لتطرز حياتنا بخيوط من ذهب وتشكل أرقى معاني العطاء، وهو العطاء الذي يشع في جنباتنا ضياءً ينير لنا الدروب المعتمة لنصل بسلام نحو أهدافنا النبيلة. كان ذلك اليوم إيذاناً جديداً ببدء «حياة» صحافية جديدة قبل خمس وعشرين عاماً عندما انطلقت «الحياة» من العاصمة البريطانية لندن لتسجل امتدادها في المهجر كمدرسة صحافية عربية بدأت وانطلقت من لبنان في منتصف الاربعينات من القرن الماضي. وكصحافي بدأ يشق طريقه في عالم الصحافة، كنت أنظر إلى لبنان كما حال كل الصحافيين والكتّاب والمثقفين العرب كمدرسة للصحافة ومنارة للثقافة العربية التي أسست لها صحيفة «النهار» وصحيفة «الحياة»، وكنا نتطلع إليهما بشغف ونرتوي من أسلوبهما الجميل والرصين في المعالجة الصحافية التي أبهرتنا وتعلمنا منها الكثير ونحن في بدايات الطريق. «الحياة» لم تكن صحيفة فقط، بل كانت مشروعاً ثقافياً وتنويرياً، واستطاعت من خلال اسلوبها المتميز، سواء عندما كانت في دارها في بيروت أو حين انتقلت الى لندن، ان تستقطب نخبة متميزة من السياسين والمفكرين والمثقفين من كل الوطن العربي لتكون صحيفة متميزة بجدارة، يتلقفها القراء على الساحة العربية كلها مع إشراقة شمس كل يوم جديد حتى أصبحت جزءاً من كيانهم وزاداً لهم في حياتهم. حين أسست وأطلقت صحيفة «الأيام» في البحرين، كنت وزملائي نتطلع الى هذه المدرسة الصحافية الراقية في فنون العمل الصحافي ومتابعة الحدث ومعالجة الخبر بشكل متكامل، وأتذكر كيف انطلقت صحيفة «الحياة» في طبعتها الخليجية من مطابع «الأيام» في البحرين، لتنتشر في منطقة الخليج العربي في أواخر عام 1990، وتتواصل بعد ذلك في طبعات دولية في كل بقاع الأرض حتى اليوم، ف «الحياة» هي «عقيدة وجهاد» كما أراد لها مؤسسها في منتصف الأربعينات كامل مروة... وكما يريد لها من حمل راية امتدادها واستمرارها الأمير خالد بن سلطان آل سعود. هذه هي «الحياة» دائماً، متألقة وشامخة في سماء الصحافة، وعطاء فكري وثقافي لا يتوقف ولا ينضب، تتجدد كل يوم كما هي سنّة «الحياة». * مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، مؤسس صحيفة «الأيام» البحرينية ورئيس تحريرها سابقاً.