اعتبر خبير في أحوال الطقس أن ما حدث ليل أول من أمس من هطول أمطار غزيرة خلال فترة لا تزيد على 10 إلى 15 دقيقة، تسبب في شلل الحركة المرورية في شوارع عدة، وأغلق أنفاقاً وتقاطعات في العاصمة السعودية، ليس سوى مقدمة لما سيأتي في الأيام المقبلة من أمطار كثيفة. وأوضح المتخصص في أحوال الطقس مشرف السليمي أن السحب الركامية الرعدية تعد الأغزر مطراً، لكن مدة هطولها قصيرة لا تتجاوز من 10 إلى 15 دقيقة، مشيراً إلى أن مصارف السيول في مدينة الرياض لم تحتمل هذه الغزارة، على عكس الأمطار الديمية أو ما يعرف بالهتان التي تتساقط بتواصل وخفة، فتعطي مجالاً للمصارف لاستيعاب الماء. وذكر أن غالبية السيول القادمة من شمال الرياض تصب في روضة الخفس (60 كيلومتراً شمال الرياض)، والشعاب التي داخل المدينة تصب في وادي حنيفة، وهذه دلالة على أن لا علاقة لما حدث من غرق في العاصمة نتيجة سيول قادمة من خارج المدينة. ووصف السليمي ما حدث في منطقة الرياض وضواحيها أول من أمس وصباح الأحد بمقدمات للحال الجوية المرتقبة التي من المتوقع أن توثر في شكل أكثر فاعلية لهطول أمطار غزيرة جداً في اليومين المقبلين. وأوضح السليمي أن الأمطار التي هطلت بغزارة على منطقة الرياض كانت «غير متوقعة»، بدليل أن هيئة الأرصاد توقعتها قبل 24 ساعة، في حين يفترض أن تكون قبل 48 أو 72 ساعة كحد أقصى. وأضاف أن المنخفضات الجوية التي تأتي عبر إيران وتركيا من شمال شرقي المملكة دائماً ما تكون متغيرة سواء للأفضل أم الأسوأ، وذكر أن تقارير المواقع التي تهتم بالأرصاد توقعت في الأيام الماضية أن تشمل الأمطار شرق المملكة، وغيرت جميعها توقعاتها قبل ب24 ساعة من سقوط أمطار الرياض. ولفت إلى أن سحب الرياض أول من أمس نشأت في منطقة الدوادمي (300 كيلومتر غرب الرياض)، وحملتها رياح مسارها شرقي حتى وضعت حمولتها الكاملة في وسط العاصمة، وأن الحال بدأت بصواعق رعدية في أول ثلاث ساعات، وبعد أن خفت الصواعق أسقطت سحب رعدية ركامية أمطاراً غزيرة، تلاها تّكون النفيض (السحب المنخفضة) في آخر الليل، التي يكون مسيرها باتجاه الرياح السطحية ولا علاقة لها بالتيارات العلوية، مشيراً إلى أن النفيض يدل على قوة السحب وغزارتها. وذكر خبير الطقس أن تعمق المنخفض العلوي هو سبب انخفاض درجة الحرارة أمس في الرياض، وهو ما يحتاج إليه «النفيض» لكي يتكثف، موضحاً أنه «طبيعي ويتكرر وجوده في مثل هذا الوقت من العام في أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير». وأشار السليمي إلى أن الأمطار في مناطق شمال الرياض (ملهم والثمامة امتداداً للطوقي) كانت الأفضل نتيجة المساحات الشاسعة من حيث سقوط المطر، كما أنها حظيت بسيول وفيرة. وتوقع أن تشهد الرياض خلال الأيام المقبلة حالاً من عدم الاستقرار المناخي تتسبب في إحداث أمطار تتفاوت من المتوسطة إلى الغزيرة نتيجة اندفاع كتلة باردة من جهة الشمال بفرعيه للجزيرة العربية، «يقابل هذا الاندفاع البارد كتلة أخرى دافئة وهي من أصل مداري ورطب قادمة من بحر العرب». واعتبر أن تناسقاً في طبقات الغلاف الجوي يجعل الفرصة مواتية لسقوط أمطار في الأيام المقبلة على مناطق المملكة ومن ضمنها الرياض.