أصدر مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) أخيراً، كتاباً يستعرض مسيرة المركز وأبرز الإنجازات التي حققها لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وتهيئة الفرص للالتقاء حول المشتركات الإنسانية لإرساء قيم التفاهم والتسامح والتعاون في كل ما ينفع الإنسانية ويحفظ السلام العالمي. وضم الكتاب عبارات خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها إلى المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد، وقال فيها: «ليكن حوارنا مناصرة للإيمان في وجه الإلحاد، والفضيلة في مواجهة الرذيلة، والعدالة في مواجهة الظلم، والسلام في مواجهة الصراعات والحروب، والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية». وأكدت إدارة المركز أنه سيتم إهداء نسخ منه للمشاركين في المؤتمر العالمي «صورة الآخر.. الملامح والقيم المشتركة بين مختلف الأديان والثقافات»، الذي ينظمه المركز خلال الفترة من 18 إلى 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في العاصمة النمسوية فيينا. وقال الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر في مقدمة كتاب مسيرة المركز إن العمل جارٍ على «تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين في إنشاء مؤسسة دولية للحوار تمد جسور التفاهم والتعاون لما فيه خير البشرية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وأن هذه المسؤولية تشريف وتكريم وأمانة، فلا أنبل ولا أسمى من العمل لتحقيق التعاون والتعايش السلمي بين أفراد الأسرة الإنسانية الواحدة وزرع الخير بين الناس». وأضاف ابن معمر: «إن الحوار يقوم على تعدد وجهات النظر ليتشكل في الأفق الحواري قدر من التساؤل المعرفي الذي ينأى عن التعصب للفكرة وينبذ الصدام، بحثاً عن الحقيقة وعن الصورة الحوارية المثلى التي تجعل قيم المشترك الإنساني في الأخلاق والتسامح والتعاون هي الصوت الأقوى حضوراً في هذا الحوار». وأشار إلى أن «المعنى الكامن في تلاقي أتباع الأديان والثقافات يتجلى في كونه حواراً إنسانياً بالدرجة الأولى، وهو ما يسهم في التواصل المميز الذي ينتج معرفة جديدة متنوعة تحترم الاختلاف الذي هو آية من آيات الله الواحد»، لافتاً إلى أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يتطلع بطموح كبير إلى تحقيق هذه الأهداف النبيلة، وأن «يكون مركزاً لإشعاع المعارف والثقافات والأفكار ومنبراً للحوار المنفتح مع الجميع ومن أجل الجميع، وإبراز القيمة الحضارية للتنوع البشري، والعمل على إرساء القواعد والأسس التي تقوم عليها صروح التفاهم والتعاون بين الناس على اختلاف أديانهم وثقافاتهم».