أمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في مرسوم اصدره أمس، الحكومة باتخاذ اجراءات خلال اسبوع لسحب كل الخدمات العامة من المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، والتي تنفذ فيها القوات الحكومية منذ نيسان (ابريل) الماضي عملية «لمكافحة الارهاب». ووصف مسؤول اوكراني بارز رفض كشف اسمه القرار الذي يشمل المدارس والمستشفيات والاسعاف، القرار بأنه «اجراء حاسم يؤكد ان وقت المبادرات الصغيرة انتهى». وزاد: «سيجري توفير هذه الأموال لتوزيعها كمساعدات انسانية على هذه المناطق». وجاء المرسوم الرئاسي رداً على الانتخابات التي أجريت في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في الثاني من الشهر الجاري، ونددت بها كييف باعتبارها «غير شرعية». وكان بوروشينكو اعلن بعد يومين على هذه الانتخابات ان بلاده «باتت ملزمة تشديد لهجتها»، وعزل المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين عسكرياً واقتصادياً «لمنع انتشار هذا السرطان». ميدانياً، قضى 5 مدنيين بينهم طفلان وجرح 12 آخرين في قصف مدفعي استهدف مدينة غورليفكا (شرق) التي يسيطر عليها الانفصاليون، فيما اعلنت سلطات كييف سقوط 7 جنود وجرح 10 آخرين في الساعات ال24 الأخيرة. واستؤنفت عمليات القصف حول مطار دونيتسك الذي يشهد مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين، علماً بأن المواجهات تكثفت منذ انتخابات الانفصاليين، ما يجعل الهدنة التي ابرمها الجيش الأوكراني مع الانفصاليين في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي حبراً على ورق، ويزيد مخاوف المجموعة الدولية من اندلاع حرب شاملة في المنطقة. على صعيد آخر، عرض التلفزيون الروسي الرسمي صوراً قالت ان قمراً صناعياً اوروبياً التقطها، واظهرت احدها اطلاق مقاتلة أوكرانية صاروخاً على طائرة الركاب الماليزية التي أسقطت فوق دونيتسك في 17 تموز (يوليو) الماضي، ما اسفر عن مقتل 298 شخصاً على متنها. لكن معلقين اعتبروا الصور مزيفة، علماً بأن الغرب يتهم انفصاليي شرق اوكرانيا باسقاط الطائرة باستخدام صاروخ أرض - جو من طراز «بوك» الروسي. واشار التلفزيون الى أن الصور أرسلها رجل يدعى جورج بيلت وقدم نفسه بأنه تخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الى خبير روسي. وقال ديميتري بوريسوف، المذيع في القناة الأولى الروسية: «نملك صوراً مذهلة يفترض أن قمر تجسس أجنبي التقطها في الثواني الأخيرة لرحلة الطائرة الماليزية فوق اوكرانيا»، وهي تؤيد رواية اسقاط مقاتلة اوكرانية الطائرة، والتي لا يريد الغرب سماعها». ووصف اندري منشنين، المعلق في اذاعة «اخو موسكفي» الروسية المستقلة، التقرير التلفزيوني بأنه «زائف»، معتبراً ان «زاوية الهجوم لا تتماشى مع موقع الضرر». اما بيلينغ كات الذي يعمل موقع بريطاني للصحافة الاستقصائية فقال إن الصور «تلفيق محض، وتحتوي على امور متضاربة كثيرة بينها علامات أخذت من صور قديمة من موقع غوغل إيرث تعود الى عام 2012». ويبث التلفزيون الروسي احياناً تقارير تتضمن أدلة تدعم رواية الكرملين عن الأحداث. وفي تموز (يوليو)، افاد استطلاع للرأي أجراه مركز «ليفادا»، أن 3 في المئة من الروس يصدقون اسقاط انفصاليي شرق اوكرانيا الطائرة الماليزية، في مقابل اعتقاد 82 في المئة منهم ان القوات الأوكرانية أسقطتها. صفقة «ميسترال» في فرنسا، صرح رئيس الوزراء مانويل فالس بأن بلاده لن تخضع لإملاءات، بعدما نسب الى مسؤول روسي لم ينشر اسمه إمهاله باريس أسبوعين لتسليم أول حاملة من حاملتي مروحيات من طراز «ميسترال»، او دفع تعويض. وقاومت باريس لأشهر ضغوطاً من واشنطن وحلفاء آخرين لإلغاء العقد الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار يورو، وقالت في ايلول إنها لن تسلم إلا الحاملة الأولى فقط التي تحمل اسم «فلاديفوستوك»، إذا جرى التوصل لوقف دائم للنار في شرق اوكرانيا وتسوية سياسية. ومع تدهور الوضع مجدداً على الأرض في اوكرانيا تعرضت فرنسا لانتقادات بسبب الصفقة، في حين قالت موسكو إن «عدم تسليم الحاملتين قد يضر بصورة باريس في وقت توضع اللمسات الأخيرة على عقود عسكرية أخرى». وكرر فالس بأن «شروط تسليم ميسترال غير متوافرة»، مضيفاً: «تحترم فرنسا عقودها لكنها تريد السلام في أوكرانيا، وتتخذ قرارات سيادية بلا إملاءات خارجية». في مدينة برزبين الأسترالية التي تستضيف قمة دول العشرين، اعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ان وزراء الخارجية الأوروبيين سيلتقون غداً لتقويم الوضع في اوكرانيا، ومناقشة الحاجة لاتخاذ خطوات اخرى في شأنها، وبينها فرض عقوبات إضافية على روسيا. وقال فان رومبوي في مؤتمر صحافي: «يجب ان تستخدم روسيا كل نفوذها على انفصاليي اوكرانيا لضمان تنفيذ اتفاقات مينسك، ووقف ارسال أسلحة وجنود من أراضيها الى اوكرانيا، وكذلك سحب قواتها الموجودة فعلاً على الارض». وتابع: «أريد أن أوضح مجدداً ان دول الاتحاد الأوروبي تعتقد أنه لا يمكن حل الأزمة الا سياسياً. سنواصل استخدام كل الوسائل الديبلوماسية المتاحة لنا وبينها العقوبات».