بيعت اللوحة الثلاثية للرسام البريطاني فرنسيس بايكون المكرسة للوسيان فرويد ب142,4 مليون دولار في نيويورك لتصبح بذلك العمل الفني الأغلى في العالم على ما أعلنت دار كريستيز. وأوضحت الدار أن لوحة «ثلاث دراسات للوسيان فرويد» التي تعرض للبيع للمرة الأولى في مزاد «بيعت بعد ست دقائق من المزايدات المحتدمة في القاعة وعبر الهاتف». وعلا التصفيق في القاعة عن إتمام عملة البيع. وحطمت هذه اللوحة السعر القياسي السابق البالغ 119,9 مليون دولار الذي سجلته لوحة «الصرخة» الشهيرة للفنان النروجي إدفارد مونش التي عرضتها دار سوذبيز المنافسة للبيع في مزاد في أيار (مايو) 2012 في نيويورك. اللوحة الثلاثية النادرة التي أنجزت بعد 25 سنة تقريباً على اللقاء بين بايكون وفرويد، هي القطعة الفردية الأغلى التي تباع طوال موسم مزادات نيويورك في تشرين الثاني (نوفمبر). ولم تكشف هوية مشتري اللوحة. وكان السعر القياسي السابق لأحد أعمال بايكون هو 86 مليون دولار وسُجّل في عام 2008. وقبل المزاد اعتبرت دار كريستيز أن العمل يعتبر «إحدى أيقونات فن القرن العشرين»، مشددة على أن هذا المزاد «فرصة فريدة من نوعها تسنح مرة في العمر». وبعد المزاد على لوحة بايكون، سجلت دار كريستيز سعراً قياسياً آخر مع بيع منحوتة كلب برتقالية عملاقة تحمل اسم «بالون دوغ» للفنان جيف كونز التي بيعت ب58,4 مليون دولار. وهو سعر قياسي لأحد أعمال فنان لا يزال على قيد الحياة. والمنحوتة هي من بين خمس منحوتات مماثلة بألوان مختلفة أنجزها الفنان الأميركي الذي تعاون أخيراً مع المغنية الأميركية الغريبة الأطوار ليدي غاغا على غلاف ألبومها الثالث «آرت بوب» الذي صدر قبل أيام. وكان السعر القياسي السابق لأحد أعمال كونز 33,7 مليون دولار. وكانت لوحة بايكون ومنحوتة كونز العملين الأبرزين في سلسلة من الأعمال الفنية العائدة إلى القرن العشرين التي كانت معروضة للبيع، فيما تشهد سوق الفن المعاصر ارتفاعاً كبيراً في الأسعار. وقال بريت غورفي المسؤول عن فنون ما بعد الحرب العالمية الثانية والفن المعاصر لدى دار كريستيز، إن مبيعات هذا القطاع عرفت ثورة صغيرة مع وصول جامعي تحف جدد يسعون إلى الأفضل. وأنعش أصحاب بلايين أتوا من آسيا، لا سيما الصين، ومن منطقة الخليج وأميركا اللاتينية ومن روسيا أيضاً، سوق نيويورك التي كان يهيمن عليها الأميركيون منذ سنوات طويلة. وأردف غورفي: «الأمر اللافت مع كثيرين من جامعي التحف الجدد الآتين من آسيا وروسيا، هو نهمهم الكبير وذكاؤهم. هم ليسوا جهالاً»، موضحاً «أنهم أناس يريدون تحقيق مجموعة فنية كبيرة (...) وهم يتعلمون بسرعة فائقة».