فاجأ حكم قضائي أمس بإنهاء حال الطوارئ وحظر التجول قبل يومين من انقضاء المهلة الدستورية لهما، السلطة الموقتة وجماعة «الإخوان المسلمين» على حد سواء، إذ كان كلاهما استعد لرفعها غداً. وأصدرت محكمة القضاء الإداري أمس قراراً برفع حال الطوارئ وحظر التجول المطبقين منذ ثلاثة أشهر. وقالت الحكومة في بيان إنها ستحترم الحكم، إلا أنها ستنتظر إبلاغاً رسمياً من المحكمة قبل البدء في تنفيذه. واعلن الناطق باسم الجيش في بيان مساء أمس استمرار حظر التجول رغم الحكم القضائي بانتظار الصيغة التنفيذية او انتهاء الطوارئ. وكان الرئيس الموقت عدلي منصور أعلن حال الطوارئ في 14 آب (أغسطس) الماضي بعد أعمال عنف رافقت فض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وكان منصور يعتزم إصدار مرسوم بقانون مثير للجدل يجرم الاعتصام ويقيد التظاهر، لكن الحكم سبق صدور هذا القانون. كما كانت جماعة «الإخوان» دعت إلى تظاهرات الجمعة المقبل غداة الموعد السابق لانتهاء الطوارئ، ولن يكون سهلاً عليها تغيير الموعد بعدما باغتها الحكم. وتظاهر آلاف الطلاب المنتمين إلى «الإخوان» في جامعات عدة أمس تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد لمرسي تحت شعار «الحرية للطلاب». ووقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» من جهة ومعارضيهم والأمن من جهة أخرى في أكثر من جامعة كان أعنفها في جامعة المنصورة، حيث واجهت قوات الأمن طلاب «الإخوان» أمام الجامعة بعد اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في محيط الحرم الجامعي. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز واشتبكت مع طلاب «الإخوان» الذين رشقوها بالحجارة وزجاجات حارقة. وطارد جنود طلاب في الشوارع الجانبية وضربوهم بالهراوات وأوقفوا عدداً منهم. وقال شهود إن أكثر من 10 طلاب جُرحوا. ورغم حدة الاشتباكات، إلا أن السلطات أكدت قدرتها على تأمين الشارع بعد انتهاء حال الطوارئ. وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إنه «سيتم الدفع بآليات مسلحة في جميع الشوارع والمحاور والميادين الرئيسة لتأمينها عقب انتهاء فترة حظر التجول، لإحكام السيطرة الأمنية وبث الشعور بالثقة والأمن في نفوس المواطنين». وعن الاستعدادات الأمنية لتظاهرات «الإخوان» الثلثاء المقبل، قال إبراهيم إن «الأجهزة الأمنية اتخذت كل استعداداتها للتعامل مع التظاهرات»، محذراً من «استغلال الإخوان التجمعات الكبرى التي ستشهدها البلاد في ذلك اليوم، والتي تشمل مباراة مصر وغانا في إطار التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وإحياء (قوى ثورية) الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود». وأكد مسؤول عسكري ل «الحياة» أن انتهاء الطوارئ «لا يعني انسحاب قوات الجيش من الشارع»، مشدداً على أن «وجود جنود القوات المسلحة خلال المرحلة الانتقالية الحالية ضروري ومهم للغاية». ولفت إلى أن «أعمالاً تنسيقية واستعدادات تجرى لوضع الخطط الخاصة بالاستفتاء على الدستور، ومن بعده الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية». إلى ذلك، التقى الفريق القانوني الذي عينته الجماعة الرئيس المعزول في سجن برج العرب (شمال غرب البلاد) حيث يقضي فترة حبس احتياطي على ذمة محاكمته بتهمة «التحريض على قتل المتظاهرين» في محيط قصر الاتحادية الرئاسي العام الماضي. ورفض عضو الفريق القانوني المحامي أسامة الحلو كشف ما انتهى إليه النقاش مع مرسي في شأن طريقة التعاطي مع محاكمته، مشيراً إلى أن موقف الرئيس المعزول سيُعلن في مؤتمر صحافي اليوم، إضافة إلى رسالة منه إلى المصريين. واعلنت وزارة الداخلية أمس توقيف القيادي «الاخواني» وزير التموين السابق باسم عودة في مصنع صابون في محافظة البحيرة.