حذرت «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية من أن اتفاق التهدئة مع إسرائيل «هش» وقد لا يدوم طويلاً أمام ما وصفتها الحركة ب «الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة». واتفقت إسرائيل والفلسطينيون على التهدئة بوساطة مصرية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد قتال استمر ثمانية أيام قتل فيه 170 فلسطينياً وستة إسرائيليين. وشنت إسرائيل هجومها العام الماضي بهدف معلن وهو وضع نهاية لإطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها. لكن وتيرة التوتر تصاعدت في الشهور الأخيرة وزادت الهجمات في الأراضي الفلسطينية، حيث قتل جنديان إسرائيليان ونظمت احتجاجات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وردا على أسئلة أرسلتها «رويترز» بالبريد الإلكتروني بشأن مستقبل التهدئة مع إسرائيل، قال زياد النخالة نائب الأمين العام ل»حركة الجهاد الإسلامي» المقيم في دمشق «نحن لم نوقع تهدئة مع إسرائيل على امتداد فلسطين. التهدئة كانت تخص قطاع غزة. وهي لا تعني استسلام الشعب الفلسطيني وإنهاء حالة المقاومة. فما يحدث في الضفة الغربية والقدس يأتي في سياق التزام الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال». وأضاف «كذلك التهدئة في قطاع غزة، ليست حالة أبدية، بل هي مرحلة اقتضتها الظروف ومرتبطة بمدى التزام العدو بها. لذلك أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في القطاع التهدئة الحالية هشة. والمقاومة تعتبر أن استمرار الوضع كما هو عليه قد لا يستمر طويلاً». وتم التوصل إلى اتفاق التهدئة برعاية الرئيس المصري محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز (يوليو) الماضي بعد احتجاجات على حكمه. وبشأن ما إذا كان عزل مرسي قد أثر على التهدئة، قال النخالة إن «توقيع الاتفاق تم برعاية مصرية. ومصر باقية حتى لو تغير الرؤساء. نعم الرئيس محمد مرسي لعب دوراً مهماً في خلق الظروف من أجل التوصل لاتفاق. ولكن التزامنا بالتهدئة كان في موقفنا الذي أعلناه يوم توقيع التهدئة مرهوناً بقدر التزام العدو بغض النظر عن فهم الأطراف الراعية لهذا الاتفاق، خصوصاً أنه كان لأكثر من دولة إقليمية دور في دفع الأمور باتجاه وقف إطلاق النار». وكانت مصر توسطت أيضاً في اتفاق للمصالحة الفلسطينية بين حركتي «حماس» و «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2011 ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ. ويتعامل الجيش المصري مع حركة «حماس» على أنها تشكل تهديداً أمنياً. وأدى هدم مصر لنحو 1200 نفق تهريب على الحدود مع غزة في الشهور الماضية إلى زيادة شح المواد والسلع الذي يواجهه الفلسطينيون مما يزيد من الضغط الواقع عليهم بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ فترة. وفي ما يتعلق بملف المصالحة، قال نائب الأمين العام ل «حركة الجهاد» إن «الجهود في ملف المصالحة لم تتوقف وإن بوتائر متفاوتة. وعلينا ألاّ نيأس، فوحدة الشعب الفلسطيني واجبة وضرورية ولا يجب أن نفقد الأمل». لكنه أضاف: «ومع ذلك لا أستطيع الحديث عن انفراجة الآن برغم الجهود التي تبذل في كل المواقع. ونحن بأمس الحاجة في هذه الظروف وأكثر من أي وقت مضى ليخطو بعضنا باتجاه بعض، حتى لا يصبح الانقسام قدرنا».