«أن تكون على متن سفينة تجوب العالم أمر رائع، لكن الأفضل أن تكون تلك السفينة مخصصة لعمل الخير ومساعدة الناس في كل ميناء تصل إليه، ماذا قد تحتاج أكثر؟ المحبة، ومغامرة دائمة، والكثير من الكتب». الكلمات لماثيو هايندمان الشاب العشريني الذي وصل إلى ميناء أبو ظبي برفقة نحو 400 شخص على متن سفينة «لوغوس هوب» التي تعد أكبر معرض كتاب عائم في العالم. «لوغوس هوب» واحدة من أسطول سفن منظمة GBA (اختصار ل «كتب جيدة للجميع») الخيرية ومقرها ألمانيا، والتي استضافت منذ 1970 أكثر من 42 مليون زائر، وحلت ضيفة في مرافئ نحو 160 بلداً وإقليماً، وعادت الى أبوظبي بعد زيارتها الأخيرة عام 2011، وتبقى راسية لمحبي الكتب وتَقارب الثقافات حتى 24 الجاري، بالتعاون مع هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، ودعم من شركة أبو ظبي للموانئ. يقول هايندمان، وهو مسؤول الصوت والصورة في النشاطات التي تقام في السفينة: «أنا من إرلندا الشمالية، لو بقيت هناك لم أكن لألتقي كل من عرفت خلال سنة من حياتي على هذه السفينة، سأبقى هنا سنتين اضافيتين، من الرائع رؤية كثيرين من الناس من مختلف الجنسيات يتحلقون حول الكتب التي نعرضها للبيع، خصوصاً الأطفال». ويضيف: «نحاول أن نجلب المعرفة والمساعدة والأمل، هذا شعارنا». ويضم معرض الكتاب العائم مجموعة من أكثر من 5000 عنوان، بأسعار معقولة يذهب ريعها للأعمال الخيرية. وتشمل الكتب مختلف المواضيع والمجالات، خصوصاً الموجهة للأطفال. «فكرة السفينة هي الترويج للتعليم والتعلم من خلال القراءة، والدفع إلى تقارب الثقافات» كما تقول كاترينا لينغ، المسؤولة عن تنظيم زيارة السفينة للإمارات. وتضيف: «كل من يعملون على متن السفينة هم متطوعون، ويأتون من نحو60 بلداً. وأن نجمع كل هذا وننطلق للقاء آخرين على شواطئ بلاد العالم لتجربة إنسانية ثقافية مميزة». يعمل فريق «لوغوس هوب» على زيارة المرضى والمحتاجين ومد يد العون، وجمع التبرعات، وتقديم المساعدات الطبية وتنظيم محاضرات للتوعية. ويحاول توفير المعرفة لمن هو محروم منها. ويروي هايندمان إحدى تجاربه المؤثرة: «أقمنا في إحدى الرحلات السابقة نشاطاً خاصاً للأطفال المصابين بالسرطان وآخرين من ذوي الحاجات الخاصة، وقدمنا لهم في النهاية نجوماً ليعلقوها، ليعرفوا أنهم مهمون بالنسبة إلينا. أخبرناهم أنهم محبوبون، وأننا معهم. كان ذلك الموقف الأكثر تأثيراً في حياتي». وتضم السفينة غرف نوم ومطبخاً ضخماً ومدرسة لتعليم الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم طوال سنوات على متن السفينة، و «المقهى الثقافي» الذي يقيم فعاليات خاصة للزوار، مثل الرقصات الوطنية والأغاني والعروض التي يقدمها طاقم عمل يجوب البحار نشراً للعلم والثقافة وإرساءً للخير والمحبة.