تصدر اسم الدكتورة إيمان البُغا، قائمة أسماء عدد من قياديي تنظيم «داعش»، الموقعين على أحد أهم بيانات التنظيم، والذي أصدرته الجبهة الإسلامية لتنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي، والموسوم ب «المشاعل العلمية في نصرة دولة الخلافة الإسلامية»، فيما توقع مراقبون ل «الحياة» أن يكون تصدر البغا للبيان مقدمة لتوليها منصب مهم في الدولة الإسلامية، تكون فيه أول امرأة تتسلم منصباً في الدولة الإسلامية التي تنتهج مبادئ متطرفة ضد المرأة. وتضمن البيان الذي تصدرته إيمان البغا عدداً من التبريرات لتنصيب «البغدادي» خليفة للمسلمين، والحث على مبايعته والانضمام إليه، كما كان التحريض والحشد من أهم ما سُطر عليه البيان والذي جاء في نصه «إننا نستحث أبناء الأمة الإسلامية والجماعات التي تنشد تطبيق الشريعة إلى المبادرة إلى مبايعة الإمام على السمع والطاعة في المعروف، ومعاضدة هذه الدولة ونصرتها، وجهاد أعداء الدين من خلف إمامها باللسان والنفس والمال، ونرى حرمة كل فعل أو قول من شأنه أن يؤخر اجتماع كلمة المسلمين تحت إمام واحد، ولا نستريب في عصيان من تخلف عن البيعة ممن هم تحت سلطان الإمام، ونحث كل مستطيع على الهجرة إلى ربوع دولة الإسلام أن يسارع إلى الهجرة، ليسهم في تشييد صرح الأمة، وجهاد أعداء الملة، ونوجه كلمة إلى كل من لم يقف في صف دولة الإسلام، بل خالفها وانتقدها، ولم يرَ انعقاد البيعة العامة لإمامها من الأفراد والجماعات الإسلامية، وفي مقدمتهم مشايخ وعلماء الجهاد؛ فنقول: ماذا تنقمون من إمام الدولة الإسلامية وبطانته وجنوده». وذُيل بيان التنظيم، بعدد من أسماء «مشايخ وطلبة علم» (بحسب ما وصفوه في البيان)، الذين وقعوا عليه واعتمدوا نشره، وتصدر اسم الدكتورة إيمان البُغا تلك الأسماء، والتي تم تعريفها ب «الأستاذة الجامعية، ودكتورة الفقه وأصوله»، كما تضمن التوقيع أسماء عدد من القيادات في التنظيم منها أسماء لعناصر سعودية، منهم القيادي الشرعي في التنظيم الإرهابي أبو بلال ناصر الحربي، والشرعي الآخر أبو المنذر الحربي، إضافة إلى المسؤول الإعلامي للتنظيم الإرهابي أبطال الإسلام «خراسان»، والمسؤول العسكري لنفس التنظيم، وقاضي منطقة الوسط في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأوضح الموقعون أنه تم تأجيل نشر البيان رغم اكتمال عدد الموقعين، نظرًا إلى ظروف بعض المشايخ الأمنيّة. يذكر أن إيمان البُغا، تركت وظيفتها الأكاديمية كأستاذة جامعية في جامعة الدمام، في أواخر (تشرين الأول) أكتوبر الماضي وانضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مما أثار جدلاً واسعاً. وتحمل البغا شهادة الدكتوراه في الفقه وأصوله من «جامعة دمشق»، وهي ابنة عالم الدين السوري الدمشقي البارز مصطفى البغا، الذي يُعدّ أحد أبرز فقهاء الشافعية في سورية وتلميذ الشيخ الأشهر في دمشق حسن حبنكة، وشيخ قراء بلاد الشام محمد راجح. من جانب آخر، بدا لافتاً أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، علمت أن الحرب الإعلامية أهم بكثير من الحرب بالسلاح، فقد عملت أخيراً على درس الاستراتيجيات الإعلامية بشكل جيد لتبدأ في الترويج لأفكارها وتحقق انتصاراً على مثيلاتها من الحركات الإرهابية التي لم تصل إلى الحجم الذي وضعته «داعش» لنفسها في فترة قليلة على الإعلام التقليدي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت إحدى الجبهات المهمة للتنظيم، وكان آخر تطورات التنظيم الإعلامية، إعلان التنظيم غُرة محرم الجاري استحداث جبهة إعلامية يستقي منها العالم الأخبار الحصرية المتعلقة ب«الدولة الإسلامية»، إضافة إلى بث المقاطع المرئية والبيانات الرسمية المُفرغة وهي الجبهة الإعلامية للخلافة الإسلامية، ولم يمر الكثير من الوقت على إنشائها حتى بدأت في بث أخبار التنظيم، وبياناته والتي كان من ضمنها «سك عملة نقدية خاصة بالدولة، والبيان المصور صوراً من ساحات النزال، والأدلة الجلية في كفر مناصري الحملة الصليبية، إضافة إلى اعترافات «مترد» وبيان «إنها لمعية الله لأوليائه»، والبيان الأخير الذي جاء فيه خبر إصابة زعيمها في غارة جوية استهدفت مقراً لاجتماع قيادات التنظيم، لتخرج الجبهة بعد ذلك وتنفي الخبر بتسجيل ل «أمير الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي.