ليس جديداً على الجمهور المسرحي الباريسي أن يشهد نزوات النجمة إيزابيل أدجاني الجزائرية الأصل والتي تعتبر من أفضل الممثلات الفرنسيات، وذلك منذ منتصف السبعينات من القرن العشرين، حين بدأت مشوارها الفني وهي مراهقة. وكانت أدجاني «الصعبة المزاج» كما يصفها من يعرفها، تسبّبت مثلاً في طرد الفنان الكبير الراحل جان بول روسيون، معلّمها في معهد الفن الدرامي، من مكانته كمخرج في مسرحية «مدموازيل جولي» في الثمانينات حيث كانت تتولى بطولة العمل إلى جانب الممثل المعروف نيلس أرستروب. وحين عبّر هذا الأخير عن تضامنه مع المخرج المطرود، صفعته في كواليس مسرح «إدوار سيت» أمام فريق العمل، ثم قررت اعتزال العمل في هذه المسرحية وحلت مكانها الممثلة فاني أردان. ومع مرور الأعوام وبلوغ أدجاني الخمسين من عمرها، لم تتحسن الأمور بدليل ما فعلته قبل 10 ايام من افتتاح عرض «كينشيب» على مسرح «تياتر دو باري» الباريسي، من بطولتها مع النجمة كارمن ماورا ونيلس شنايدر، وإخراج جوليان كوليه فلانيك. فقد اكتشفت أدجاني أن المخرج المذكور لا يناسب ذوقها الفني الشخصي وأن أسلوبه في إدارتها لا يتفق مع شخصيتها. فاستغلّت مكانتها كنجمة مرموقة، واشترطت أن تتخلص إدارة المسرح من المخرج المعني وأن تحل مكانه مصممة أزياء العرض دومينيك بورغ التي هي صديقة لأدجاني منذ عشرين سنة. وهذا ما صار إضافة إلى أن أدجاني عبرت عن عدم رضاها عن الممثلة كارمن ماورا شريكتها في بطولة المسرحية، دافعة بهذه الأخيرة إلى تقديم استقالتها. وسرعان ما أتت أدجاني ببديلة للفنانة المعتزلة، وهي الممثلة الإيطالية غير المعروفة فيتوريا سكونياميليو. وتوّجت إيزابيل أدجاني نفسها مديرة فنية للعرض، وعيّنت ابنها بارنابيه نويتين مصمماً للديكور الجديد للعرض، كما تخلصت من المسؤول عن العلاقات العامة للمسرحية، واضعة مكانه حسن غرار، أحد المقربين إليها والمشرف منذ سنوات طويلة على علاقاتها العامة في صورة شخصية. دفعت كل هذه التغييرات المفاجئة إدارة المسرح إلى تأجيل الافتتاح الذي كان من المفترض أن يكون في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، 10 أيام. وأبدت الإدارة استياءها في نوعية العمل في حلّته الجديدة لكونه صار يعاني من بطء في إيقاعه وقلة إتقان أبطاله أدوارهم. الأمر الذي يُفسّر البرودة التي استقبل بها الجمهور العرض، خصوصاً في لحظة التصفيق عقب إسدال الستار. وبعد ثلاثة أيام من ردود الفعل الباردة، عيّن متفرجين مخصّصين للتصفيق الحاد في ختام كل عرض وهتافهم كلمة «برافو» بصوت عال وتقديم باقات من الورود لإيزابيل أدجاني على الخشبة.