لا تزال مسرحية «الوداع أنا باقية» المعروضة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي على مسرح «تياتر دو فاريتييه» الباريسي الذي يتسع لألف متفرج، تجذب عدداً كبيراً من الجماهير الفرنسية. ودفع هذا النجاح إدارة المسرح إلى تمديد العرض الذي كان من المفترض اختتامه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حتى مطلع حزيران (يونيو) المقبل أي نهاية الموسم المسرحي الشتوي. مع العلم أن المسرحية القصيرة التي كتبتها الممثلة والمخرجة إيزابيل ميرغو التي تقوم بدور البطولة فيها إلى جانب نجمة الفكاهة شانتال لادسو والممثلين جان ماري لوكوك وجان لوي بارسلونا، ويخرجها آلان ساكس، تمتد ساعة ونصف الساعة فقط مبتعدةً كل البعد من المسرحيات الطويلة التي تُقدّم عادة على هذه الخشبة العريقة. لكن ميرغو كانت محظوظة لعرضها على مسرح «تياتر دو فاريتييه»، وساعدها في ذلك المخرج المسرحي المعروف آلان ساكس الذي تبنى نصها فور قراءته. فقدّمه إلى مدير مسرح «تياتر دو فاريتييه» على اعتبار أن «حبكة المسرحية فكاهية ناجحة وقادرة على جذب الجماهير العريضة». وبالفعل وافق المدير على المسرحية مشترطاً أن يتولى ساكس إخراجها بنفسه، بدلاً من أن تؤدي ميرغو هذه المهمة لأنه لا يعرفها إلا كممثلة. نقل ساكس الشرط إلى ميرغو. وبعد أسابيع عدة من التفكير، وافقت صاحبة النص على أن يكون ساكس المخرج باعتباره «يتمتع باسم لامع في دنيا الأعمال الاستعراضية الكوميدية». وتتناول المسرحية ذات الحبكة البسيطة، قصة رجل متزوج يطلب من عشيقته اغتيال زوجته حتى يتخلص منها ويعيش حكاية حب مثالية سعيدة مع العشيقة إياها. ولكن، حين تصل العشيقة إلى شقة الزوجين كي ترتكب فعلتها البغيضة، تتعرف إلى الزوجة وترتكب خطأ التحدث إليها مطوّلاً... الأمر الذي يدفع بها إلى إعادة التفكير في مشروع الجريمة بل إلى تدبير خطة جديدة مع غريمتها بهدف التخلص من الزوج. وتذكر هذه الحبكة إلى حد ما ولكن على نمط فكاهي، بسيناريو فيلم «أضغط على حرف الميم من أجل أن تتم الجريمة» لألفريد هيتشكوك.