أظهرت رسالة بعثها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي «أف بي آي» الى الزعيم الأسود مارتن لوثر كينغ عام 1964 وكشف عنها أخيراً، حجم العداء تجاهه اذ وصفته بأنه «وحش شرير» وهددته بكشف خياناته الزوجية، ربما لدفعه الى الانتحار. وكتبت الرسالة بواسطة آلة كاتبة، وأريد منها الايحاء ان كاتبها ناشط في حركة المطالبة بالحقوق المدنية، ووردت فيها عبارة «نحن الزنوج» بغية الايحاء بذلك، لكن مجلس الشيوخ الاميركي أكد نسبتها الى مكتب التحقيقات. وانطوت الرسالة الواقعة في صفحة واحدة على لهجة قاسية جداً، ووصفت مارتن لوثر كينغ، أحد ابرز المدافعين عن حقوق السود في الولاياتالمتحدة، بأنه «دجال» و «وحش شرير وغير طبيعي». ونشرت الرسالة على صفحات جريدة «نيويورك تايمز»، وهي تكشف مدى عداء السلطات الأمنية آنذاك لحركة مناهضة العنصرية. وبحسب الصحيفة، فإن الرسالة كتبها وليام سوليفان نائب مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية آنذاك ادغار هوفر، وأرسلت الى مارتن لوثر كينغ مرفقة بتسجيل صوتي يثبت انه كان يقيم علاقة مع غير زوجته. وجاء في الرسالة «اسمع انت، ايها الوحش المقزز، كل شيء تم تسجيله، كل افعال الزنا والعربدة التي اقترفتها منذ زمن طويل، وما هذا إلا عينة صغيرة». وأضافت الرسالة «لم يبقَ أمامك سوى شيء واحد تفعله، وأنت تعلم ما هو» في ما يبدو بأنه دفعٌ له الى الانتحار. وعندما تلقى الرسالة قال مارتن لوثر كينغ لصديق أن ثمة من يريد قتله. وتابع كاتب الرسالة «لا يمكن ان تكون مؤمناً بالله وان تفعل ما تفعل». وتظهر هذه الرسالة مدى الاضطراب الذي ساور مكتب التحقيقات الفيديرالي في عهد ادغار هوفر. وبعثت الرسالة بعد عام على الخطاب الشهير الذي القاه كينغ في واشنطن وعرف باسم «آي هاف آ دريم» (لدي حلم). والقي الخطاب في تظاهرة كبيرة للسود شكلت تمهيداً لحركة «سيفيل رايت آكت» في عام 1964، التي نشرت مبادئ اساسية ضد التمييز العنصري. واغتيل كينغ في الرابع من نيسان (أبريل) 1968 وكان عمره آنذاك 39 سنة.