أكدت واشنطن عبر مدير «الوكالة الاميركية للتنمية» راجيف شاه مواصلة مساعدة لبنان لمواجهة آثار تدفق النازحين السوريين الى اراضيه. وابلغ المسؤول الاميركي الرئيس اللبناني لدى زيارته امس، يرافقه السفير الاميركي لدى لبنان ديفيد هيل «استمرار مساعدات الوكالة للبنان لمساعدة النازحين ومساعدة المجتمعات التي تؤويهم وتهتم بهم وكذلك المؤسسات التي تعنى مباشرة بهذا الموضوع». ونوه، بحسب البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، بالجهود التي يقوم بها سليمان «لمواجهة هذه الازمة» مؤكداً «دعم بلاده ودعم الوكالة للبنان ومساعدته». وزار شاه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة، وسمع منه مطالبته المجتمع الدولي بمساعدة لبنان على تجاوز تداعيات ازمة النازحين السوريين»، شاكراً للوكالة «المساعدات التي تقدمها»، وطلب منه «أن ينقل الى الادارة الأميركية خطورة ملف النازحين السوريين الى لبنان وتداعياته وضرورة العمل على مساعدة لبنان على تجاوز هذه المحنة من خلال التنسيق مع الادارات اللبنانية المختصة». ولفت ميقاتي الى ان لبنان لا يزال «يتحمل العبء الأكبر من أزمة النازحين السوريين بين كل دول المنطقة، حتى أصبح الدولة المضيفة الأولى في عدد النازحين نظراً الى حجم أراضيه وعدد سكانه وارتفاع الكثافة السكانية لديه». وصرح شاه بعد اللقاء انه جرى «نقاش بناء، ونحن مسرورون بفرصة زيارة لبنان اليوم. أما الهدف من الزيارة فهو أن وزير الخارجية جون كيري والرئيس باراك أوباما أعطيا تعليماتهما بأن تبذل الولاياتالمتحدة أقصى الجهود لدعم الشعب اللبناني وشعوب المنطقة على مواجهة الحاجات والازمة الناتجة من النزاع المؤسف الذي تشهده سورية. ونعرف أن أكثر من 800 الف لاجئ سوري وصلوا الى لبنان ونعرف أنه جرى استقبال السوريين من قبل الشعب والحكومة في لبنان كما فتحت أمامهم أبواب المدارس والعيادات الطبية ومجتمعاتها للتأكد من حصول الأطفال الفارين من المناطق المتأثرة بالنزاع على الخدمات الأساسية توفيراً للعيش الكريم». وأكد «تفهم الولاياتالمتحدة المسؤوليات المتزايدة الملقاة على كاهل الشعب اللبناني، ولبنان لا يستطيع وينبغي ألا يتحمل هذا العبء بمفرده. لذا نركز على دعم الجهود لتأمين استجابة فورية للأزمة في سورية وفي الوقت نفسه الاستثمار في اقامة شراكة تؤسس على المدى البعيد لقيام مؤسسات لبنانية أقوى ونمو اقتصادي في لبنان». وذكر المسؤول الاميركي بأنه «سبق للولايات المتحدة أن قدمت 1.3 بليون دولار مساعدات اغاثة لمجتمعات داخل سورية وفي الدول المجاورة في المنطقة بما في ذلك في لبنان». وقال: «للولايات المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية تاريخ طويل من العمل لتوفير الفرص للشعب اللبناني من خلال شراكتنا مع لبنان. حتى وان رحبنا بالجهود التي يبذلها الشعب والحكومة في لبنان لتلبية الحاجات الناجمة عن الازمة السورية نحن ملتزمون بالقيام بالمزيد. ففي الشهر السابق أعلن الوزير كيري خططنا للعمل مع الكونغرس وتأمين 30 مليون دولار اضافية لتلبية حاجات المجتمعات اللبنانية المضيفة التي تستقبل العديد من الاطفال والعائلات السورية. نحن هنا للتشاور في افضل السبل في تخصيص هذه الموارد الاضافية والعمل مع شركائنا الدوليين للتأكد من تحمل العالم أجمع العبء والفرصة لدعم هذه المجتمعات التي تتحمل هذه المسؤوليات الاضافية». نزوح جديد وكان الصليب الاحمر اللبناني نقل امس، 3 جرحى سوريين الى احد مستشفيات البقاع، كانوا نزحوا صباحاً مع 37 آخرين من بيت جن وقرى عند الاطراف الشرقية لمرتفعات جبل الشيخ، وعملت بلدية شبعا و«الجماعة الاسلامية» على ايوائهم. تلقيح ضد الشلل وأعاد لبنان امس، اطلاق حملة تلقيح وطنية ضد شلل الاطفال على خلفية رصد اصابات بهذا المرض في سورية وبسبب كثافة النازحين السوريين في لبنان ولا سيما منهم الاطفال. وتشمل حملة التلقيح سورية وستة بلدان اخرى في الشرق الاوسط بهدف حماية 20 مليون طفل. وشملت الحملة الوطنية الاطفال النازحين والاطفال اللبنانيين في المناطق اللبنانية وتستمر خمسة ايام وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة «يونسيف» وجمعيات اهلية. وكان لبنان من بين الدول التي اعلن خلوها من مرض شلل الاطفال. وفي سياق تداعيات النزوح السوري، وقع اشكال ليل اول من امس بين عدد من السوريين في سهل الفرزل في البقاع وتطور الى تضارب وتدافع بالايدي، فحضرت دورية للجيش اللبناني وأوقفت 10 سوريين.