انتقدت 36 شخصية في المنطقة الشرقية، ما وصفته ب «السلبيات» في مسيرة «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، الممتدة منذ تأسيس المركز قبل زهاء 10 سنوات. وعرضت هذه «السلبيات» أمس، خلال ورشة عمل نظمها المركز في مدينة الخبر. وأشار المشاركون إلى أنها «عُرضت خلال جلسات عدة، ولم يعالجها المركز». وأهمها «عدم فاعلية تنفيذ المقترحات المطروحة». وأشار المشاركون، في الورشة التي حملت عنوان «تطوير مسيرة الحوار الوطني واستشراف مستقبله»، إلى «ضعف الجانب الإعلامي، المتواصل مع الشريحة الخارجية، ما جعل تبادل الثقافات والخبرات غائباً، وانتشار التعصّب المذهبي والقبلي مستمراً، على رغم التحذيرات المتكررة منه، إذ اعتاد المركز على رفع سقف التوقعات في المجتمع، ولم يضع حلولاً واقعية، حسب قولهم. وأكد بعضهم، لحلّ هذا الجانب، ضرورة «إنشاء قناة فضائية، أو ابتكار برنامج يهتم في مفهوم «الحوار»، داعين إلى «استغلال المناسبات الوطنية، والرياضية في ترسيخ هذه المفاهيم»، إضافة إلى «إشراك العنصر الأهم وهو «الشباب»، من أجل تطوير «الحوار»، وعدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في التثقيف، بل الحثّ على الانتشار الميداني، وعمل اللقاءات، للوصول إلى الشرائح كافة، بمختلف مستوياتها». وكان عضو اللجنة الرئاسية لمركز «الحوار الوطني» الدكتور عبدالله العبيد، سلط الضوء، في كلمةٍ ألقاها في افتتاح الورشة، على أهمية الحوار، موضحاً المسار العام للمركز، والتعريف بواقع مسيرة الحوار الوطني على وجه العموم، ووضعه تحت مجهر التقويم، إذ سيسهم ذلك في تقويم منهجي متكامل، ويوضّح الصورة إلى القائمين عليه، ما يضيف مستقبلاً للمركز ومراجعيه. كما استعرض العبيد، تاريخ المركز، بدايةُ من نقطة الصفر، إلى اليوم، بغرض «الوصول للأهداف المنشودة، وكانت الثمرة في إقامة أول ورشةٍ، ستكون بداية لعدد من الورش المماثلة، التي يتم من خلالها استخلاص النتائج، والاستمرار على النجاحات التي يقدمها المركز، وتلافي السلبيات، وهدم المعوقات التي واجهته، خلال مسيرته». وتناولت ورشة العمل، ثلاثة محاور رئيسة، تم تقسيمها من حيث الأهمية، وهي «واقع نمو ثقافة الحوار وسبُل تطويره»، و»تقويم برامج اللقاءات الفكرية وأكاديمية التدريب»، و»استشراف مستقبل المركز»، وحللها المشاركون في الورشة، وهم نخبة من المثقفين، والمهتمين، في الشأن العام والمشاركين في برامج وأنشطة المركز. وأوضح مركز الملك «عبدالعزيز للحوار الوطني» في ختام الورشة، أنها وما سيليها من ورش في مناطق مختلفة من المملكة، تهدف إلى «معرفة مدى تلبية برامجه المختلفة، لاحتياجات المجتمع، وفئاته، وتقديم قائمة في أهم احتياجات المجتمع السعودي، التي تحتاج إلي رؤية مشتركة، وتوافقية، والتعرف على مناسبة برامج المركز المختلفة، من وجهة نظر الخبراء والمختصين، وأطياف المجتمع المختلفة». وعن تعزيز أهمية وجود المركز، ومهامّه الملموسة، طيلة الفترة السابقة، قال فاضل العماني، إلى «الحياة»: «إن وجود المركز ضرورة ملحة، ووجوده، هو وجود «ثقافة الوطن»، و»ثقافة الحوار»، وهي أسس مجتمعية، وعشر سنوات من إنشاء المركز تعتبر مدة قصيرة جداً، أضف إلى ذلك عدم وجود جهات تعني بهذه الثقافات». وأكد أن «المجتمع السعودي بطبيعته بعيد عن الثقافة، وهي ليست مغروسة فيه بالفطرة». واستبعد العماني، قيام المركز بمهامّه على الوجه المطلوب. وأضاف «نتطلع كنخب وأطياف، إلى أن يتخذ المركز، ويتم استغلاله، في محاربة المظاهر الممانعة، والوقوف في وجه حزمة التحديات». وأكد أن المركز يسعى إلى ممارسة دوره الحقيقي، وإيصال المشكلة إلى «صناع القرار»، وقال: «لا نطالب المركز في حل الملفات، بل نطالبه أن يكون أشبه بمركز أبحاث، أو مركز معلومات، باعتباره يملك «ذاكرة» من المثقفين والنخب، والمتخصصين، ولديه علاقة، يجب استغلالها، من خلال عمل دراسة وأبحاث مستقبلية».