دخلت الخطط الأمنية الخاصة بحماية طقوس عاشوراء حيز التنفيذ، ونشر عشرات الآلاف من رجال الأمن والاستخبارات في عموم الشوارع والتقاطعات الرئيسة في بغداد، إلا أن ذلك لم يمنع استهداف قادة أمنيين وبعض المؤسسات الحكومية. ووجهت «الصحوات» انتقادات إلى هذه الخطط. وحذرت من «عاشوراء دامية». وقال مصدر في قيادة العمليات في بغداد ل» الحياة» إن «إجراءات أمنية مشددة تم اتخاذها لتأمين مراسم عاشوراء التي تستمر حتى نهاية الشهر المقبل». وأوضح أن «من الإجراءات المعتمدة تكثيف الجهد الاستخباري عند التقاطعات الرئيسة والأسواق والأماكن العامة، فضلاً عن تشغيل منظومة كاميرات مراقبة عند مواقع مهمة من العاصمة وهناك إجراءات أخرى لن نكشف عنها الآن، لأن ما يهمنا هو أمن المواطن وذلك لا يتحقق إلا بكتمان فصول مهمة من الخطة الأمنية». إلى ذلك، أحبطت قوات الأمن في بغداد هجوماً على مجلس المحافظة بعبوة ناسفة وضعت في سيارة احد الموظفين. وقال الناطق باسم قيادة العمليات سعد معن ل»الحياة» إن «قوة من مكافحة المتفجرات تمكنت من تفكيك عبوة لاصقة كانت موضوعة أسفل سيارة أحد موظفي المحافظة في منطقة الصالحية وتمت العملية من دون وقوع أي أضرار مادية أو بشرية». ونفى معن أنباء تحدثت عن إخلاء مبنى مجلس المحافظة وقال «لا يوجد أي شيء يعيق عمل الموظفين هناك». وكان عضو مجلس المحافظة عن ائتلاف «دولة القانون» سعد المطلبي، حذر من احتمال تفخيخ سيارات إسعاف سرقت قبل يومين في بغداد لاستهداف المواكب الحسينية. وقال «وصلتنا للتو معلومات إن العصابات الإجرامية تمكنت خلال ال 24 ساعة الماضية من سرقة 4 سيارات إسعاف و3 سيارات لشرطة النجدة في بغداد ، لذا نحذر المواكب الحسينية والموالين من احتمال تفخيخها واستهدافهم بها»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية على اطلاع وتبحث عن السيارات الآن». يذكر أن بغداد ومعظم المحافظات تشهد انتشاراً واسعاً للمواكب الحسينية لأداء شعائر عاشوراء. وكانت أنباء تناقلتها وسائل الإعلام عن بث منشورات في عدد من المحافظات تهدد المواكب الحسينية بالقتل والتفجير. إلى ذلك، اعلن مصدر امني أن «مسلحين مجهولين اطلقوا النار امس، باتجاه معاون آمر اللواء الثالث في الشرطة الاتحادية العقيد احمد خالد، في منطقة المنصور، ما اسفر عن إصابته بجروح خطرة». وفي سياق متصل، أعلنت قيادة العمليات المشتركة القبض على عدد من المطلوبين وفق المادة 4 إرهاب وضبط متفجرات وأعتدة شمال محافظة بابل. ونقل بيان صدر عن قيادة العمليات، تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «قوة في محافظة بابل نفذت عملية استباقية في منطقة جرف الصخر شمال المحافظة، تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين». وأضاف البيان أن «هذه العملية شارك فيها الطيران وقوات الجيش والشرطة ومفارز K9 (الكلاب البوليسية)، أسفرت عن ضبط عدد من العبوات الناسفة ورمانات يدوية وقنابل هاون». وفي بعقوبة (شمال شرقي بغداد) حذرت قيادات في تنظيم الصحوات من «عاشوراء دامية» ما لم تسارع القيادات الأمنية إلى تغيير خططها الأمنية وشن حملات استباقية على حواضن المسلحين شمال المحافظة. وطالب القيادي في «الصحوة» رعد الجبوري في تصريح إلى «الحياة» بضرورة أن «تسارع الأجهزة الأمنية إلى تغيير استراتيجيتها العسكرية ونشر عناصر استخباراتية مدنية إلى جانب الانتشار العسكري، وتفعيل دور المعلومة الاستخباراتية مقابل مبالغ مالية للتضييق على المسلحين الموالين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد اتساع نفوذها في المحافظة ومحافظات أخرى». وحذر من «عاشوراء دامية إذا لم تضع القيادات الأمنية في حساباتها الحملات الاستباقية ضد معاقل المسلحين المنتشرة في حوض حمرين وجبال العظيم شمال المحافظة».