في أول اجتماع من نوعه على المستوى النيابي منذ العام 2005، عُقد في البرلمان اللبناني عصر امس اللقاء الحواري الاول بين نواب من تيار «المستقبل» ونواب من «التيار الوطني الحر». وحضره عن «المستقبل» النواب: جان اوغاسابيان، عاطف مجدلاني، جمال الجراح وغازي يوسف، فيما مثل «التيار الوطني الحر» النواب: ابراهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا وزياد أسود. وجرى خلال اللقاء الذي بدأ من موقع الخلاف، وفق مصادر المجتمعين، استعراض المواقف من القضايا المطروحة. وشدد «التيار الوطني الحر» على ضرورة اطلاق التشريع ورد «المستقبل» بالقول: « نحن مع هذا الامر، لكن ما دامت الحكومة حكومة تصريف اعمال، ولا توجد حكومة جديدة تقرر، ماذا نكون فعلنا؟ والرئيس نبيه بري لم يكن متجاوباً لجهة تقنين جدول اعمال الجلسة التشريعية، والابقاء على ما هو ضروري وملح». وطرح نواب «المستقبل» وجوب قيام حكومة حيادية. وتناولوا التصريح الذي ادلى به النائب محمد رعد. وسألوا: «هل هذا الكلام يؤسس للشراكة ولقيام مشروع الدولة؟ خصوصاً ان مثل هذا الكلام يقوم على الاستقواء بالسلاح والاستعلاء والاستكبار». الا ان نواب «التيار الوطني الحر» تجنبوا الخوض في هذا الموضوع. ووصف أحد النواب ل «الحياة» الجلسة بأنها«هدنة اعلامية»، وقال: «الهوة كبيرة بسبب الخلاف على حجم الملفات، الداخلي والمرتبط بالوضع الاقليمي وخصوصا الملف السوري». وقال النائب مجدلاني باسم «المستقبل»: «نستطيع القول ان اللقاء كان ايجابياً وصريحاً وجدياً ويؤسس لقواسم مشتركة تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين». واضاف:» شاركنا في الاجتماع بدعوة من «التيار الحر» وبتوجيهات للمتابعة من قبل الرئيس سعد الحريري، واكدنا خلال الاجتماع الاولويات الوطنية الاساسية، أي موقفنا الداعي الى ضرورة الانخراط في مشروع الدولة ومرجعية المؤسسات وبخاصة الجيش وقوى الامن الشرعية وضرورة تفعيل المؤسسات بدءا من تشكيل حكومة حيادية مسؤولة تعنى بشؤون الناس المعيشية وتضمن استقرارهم وامنهم بعيداً عن المناكفات السياسية اذ ان الحكومة المستقيلة تقوم فقط بتصريف الاعمال وليس باستطاعتها اصدار مراسيم. كما اكدنا الالتزام باعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية وبخاصة ما يجري في سورية وضرورة انسحاب «حزب الله» منها لما لتدخله من انعكاسات على المشاركة واستجرار النار السورية الى الداخل اللبناني عبر التفجيرات المتنقلة إضافة الى الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعيش اللبنانيبين في الداخل وعلاقة اللبنانيين بمحيطهم، كما أكدنا احترام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية». ولفت الى انه «كانت هناك صراحة وتقاسم بعض الافكار وغيرها وتم التوافق على متابعة اللقاءات حتى نتابع بقية الامور التي نعتبرها وطنية اساسية من خلال الحوار الذي نعتبره اساساً والسبيل الوحيد لحل الخلافات لنقل لبنان من حال التشنج الى الهدوء والاستقرار ووقف التدهور الاقتصادي والمعيشي». اما النائب كنعان، فقال باسم «التيار الوطني الحر»: «هذه المبادرة هي نتيجة تحركنا تجاه كل الكتل النيابية بناءً على توصيات خلوة دير سيدة القلعة». ولفت الى أن «التوصيات ارتكزت الى نقطة اساسية وهي ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدستورية بدءاً من المجلس النيابي». وشدد على «أهمية فصل تفعيل المؤسسات والاوليات اللبنانية عما يجري في سورية». وقال: «لم تحصل أي اتفاقات على أي من المواضيع انما كان هناك سعي الى التلاقي والتواصل»، متمنياً أن «نستطيع البناء في المستقبل على هذه الافكار ولا مانع من متابعة الاتصالات من أجل الامور الوطنية التي تتخطى السياسة». قاسم «تناغم مع التيار الحر» وكان وفد من «التيار الوطني الحر»، زار مقر الأمانة العامة ل «حزب الله» في حارة حريك، والتقى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، في حضور غالب أبو زينب، محمود قماطي وعلي ضاهر. ووفق بيان للتيار، رأى قاسم «أن الفريقين يتقاسمان الساحة نفسها وتطلعاتهما واحدة، والتناغم ينسحب على الملفات الداخلية ولا تباين في الجوهر إنما على بعض التفاصيل، وذلك يدخل في إطار الاختلاف الطبيعي».