قبل ليلة من مباراة الهلال مع الشباب كان معي محللاً في «صدى الملاعب» الزميل منصور الجبرتي، الذي أجاب عندما سألته عن توقعاته للنتيجة بقوله «إنها ستكون هلالية وبنتيجة كبيرة وصفها بالساحقة»..! الجبرتي تعرض لحملة عنيفة عقب هذا التصريح على رغم أن الرجل يعمل رئيساً للقسم الرياضي في صحيفة يملكها الرئيس الشرفي لنادي الشباب والداعم الأول له الأمير خالد بن سلطان، ولو كان منصور يتحدث بعاطفته أو في شكل غير مهني فلربما قال غير هذا الكلام، وفي النهاية هو توقع وليس تمنياً، وهناك فرق شاسع بين التوقع والتمني، ولكن المزاج العام لا يتقبل أي توقع لا يكون في مصلحة فريقه حتى لو لعب فريقه أمام البرازيل..! بالنسبة لي «لاحظوا كلمة بالنسبة لي»، قد تكون مباراة الهلال مع الشباب من الأجمل تكتيتكياً في دوري عبداللطيف جميل السعودي إن لم تكن أجملها، وشخصياً لم أتوقع هذا الفارق الكبير بين مستوى طرفيها، لأن الشباب كان في المواسم الماضية «باعتراف معظم النقاد» هو الفريق الأحلى والأجمل حتى عندما لا يتوج باللقب، والرباعية الهلالية كانت صادمة بكل المقاييس، لأنها كانت الضربة القاضية بعدما قدم الزعيم واحداً من أرقى عروضه دفاعاً وهجوماً ووسطاً، وهو ما وضع كثيراً من النقاط على حروف سامي الجابر المدرب، الذي تعرض ويتعرض لضغوط هائلة تركزت في معظمها على انعدام خبرته التدريبية وعلى خط دفاعه الذي كان حديدياً، لهذا أتفهم عصبية سامي وإحباطه من الهدف الشبابي الوحيد، وأعتقد أن الهلال يحتاج إلى حارس أكثر خبرة من السديري، أو لبديل يتنافس معه السديري حول هذا المركز، وبهذا تتكامل صفوفه كافة. صدارة الهلال لم تدم كسابقتها سوى 24 ساعة، عندما عاد النصر فائزاً من مواجهة الفيصلي بهدفي السهلاوي أمام عيون الإسباني لوبيز كارو مدرب «الأخضر السعودي» الذي شاهد كيف أسهم عبدالله العنزي في حماية شباكه، وهو الذي لم يتعرض لغير هدف يتيم في ثماني مباريات أمام نجران والأهلي والنهضة والرائد والشعلة والعروبة والفتح والفيصلي، ومن يقول أو يدعي أن النصر لم يلعب بعد مباريات قوية أقول إن الأهلي من الكبار والفتح هو حامل اللقب الحالي حتى وإن كان دون مستواه، والفيصلي والعروبة هزما الاتحاد (الفائز على الشباب بالأربعة)، والرائد فاز على الهلال ونجران ثالث الدوري، يعني أن النصر لعب مباريات مع فرق قادرة على صناعة الفارق وحتى على تغيير أو تحديد هوية المتصدر، وربما لاحقاً تحديد هوية البطل. صحيح أن ثماني جولات لا تكفي للحكم على هوية المتصارعين على اللقب، لكن الصحيح أيضاً أن ثماني جولات تشكل ثلث الدوري، ومن يريد اللقب عليه أن يجمع النقاط أولاً داخل أرضه، وأن لا يهدر أية نقطة ممكنة، ولهذا تبدو الملامح محصورة حالياً بين النصر والهلال ما لم تصحح بقية الفرق أوضاعها مثل الشباب والاتحاد والأهلي الذي يفتقد لاعبوه إنهاء الهجمات الكثيرة في المكان الصحيح «أي في الشباك»، وهو أمر حير مدربه البرتغالي بيريرا نفسه، فيما يبدو الاتفاق وفق مع الصربي غوران مدرب الكويت السابق، أما الفتح فبعيد جداً عن مستواه السابق، ويبقى نجران والرائد قصة وحدهما، فهما يستحقان كل الإشادة مهما انتهى ترتيبهما في الدوري الذي يبدو لي أنه يعاني كثيراً من التوقفات الطويلة التي تضر أكثر مما تنفع. mustfa_agha@