هل هو من سوء حظ النصر والفتح أم من حسنه أن المواجهة بينهما تزامنت مع كلاسيكو برشلونة وريال مدريد؟ وحتى أكون منصفاً ففي الشق الأول هو حتماً من سوء حظ الاثنين، لأن الكرة الأرضية بقضها وقضيضها كانت تتابع ميسي ونيمار ورونالدو وغاريث بيل الذي دفع فيه الريال حسبما سمعنا 100 مليون يورو أو 130 مليون دولار، ثم حسبناها في موقع (صدى الملاعب بحسب سعر الصرف يوم توقيع العقد) فتبين أن ثمنه بالعملات العربية يصل إلى 495 مليون ريال سعودي، أو921 مليون جنيه مصري، أو485 مليون ريال قطري أو إماراتي، أو بليون و117 مليون درهم مغربي، أو 11 بليون دينار جزائري، أو 597 مليون جنيه سوداني، أو 153 بليون دينار عراقي، أو38 بليون أوقية موريتانية، أو200 بليون ليرة لبنانية، أو 170 بليون شلن صومالي. ولن أزيد لأن الأرقام توجع القلب والمعدة والجيب، وتوازي ميزانيات دول (صغيرة وترهق جيوب دول كبيرة). ومع هذا جلس غاريث بيل على مقاعد البدلاء بعدما كانت مشاركته مثل عدمها في الكلاسيكو! وشخصياً لا أعتقد أن هناك لاعباً على سطح الكرة الأرضية يستحق كل هذه الفلوس حتى لو كان ميسي نفسه... ولن أدخل في تقييم الكلاسيكو الذي قسم العرب (فوق ما هم منقسمون) إلى قسمين جديدين: برشلوني وريالي، وكل يرى الحكم من وجهة نظره، فما يراه الأول صحيحاً يراه الثاني باطلاً وهرطقة. أما آنشيلوتي مدرب الريال فقال: إن الكرة الأرضية كلها شاهدت ضربة جزاء مستحقة لرونالدو، ولكن الحكم كان الوحيد في العالم الذي لم يرها! (والسؤال هل ستتم معاقبته لأنه انتقد الحكم بحسب تفكير البعض)؟ وفي الشق الثاني من السؤال أرى أن تزامن الكلاسيكو مع مواجهة النصر والفتح كان لمصلحتهما، لأن الملايين قلبوا التلفزيونات عندما انتهى الكلاسيكو، وتابعوا كيف قلب النصر نقصه العددي، بعد طرد حسين عبدالغني، فوزاً على بطل الدوري واستعاد الصدارة من الهلال الذي قبض عليها 24 ساعة فقط بعد فوزه الصعب على التعاون، وإثر طوفان من التعليقات على ما يحدث في البيت الهلالي، وهو من الأمور النادرة أن تخرج أمور الهلال من الكتمان إلى العلن... النصر يقدم عروضاً قوية، والأهم أنني عندما تحدثت هاتفياً وتلفزيونياً مع رئيسه الأمير فيصل بن تركي وجدت لهجة (تصالحية مختلفة) مع الجميع، وتحديداً مع كل من يحبون البيت النصرواي باستثناء عتب شديد اللهجة على بعض إعلاميي النصر الذين يتدخلون في أمور يراها الأمير ليست من صلب عملهم أو مسؤولياتهم أو وظيفتهم، وهو بالتأكيد ما قد نسمع له جواباً مختلفاً من طرف المنتقدين، والأكيد أن دوري عبداللطيف جميل بات على صفيح ساخن جداً بعد خماسيتي الأهلي والشباب وخسارة الاتحاد بالثلاثة من الفيصلي، ما يعني أنه إن لم يرتب أموره فقد يكون خارج حسابات اللقب الذي يتصارع عليه عملياً النصر والهلال والشباب والأهلي، فيما يبدو الفتح في مركزه السابع وفوزين فقط من سبع مباريات بعيداً عن الترشح للقب الذي أحرزه عندما كان مفاجأة دوري زين، ولكنه بالتأكيد لم يكن مفاجأة دوري جميل الذي يبدو أنه سيكون لقبه هذه المرة لواحد من الأسماء التقليدية التي تتشبث بالنقاط بالأسنان والنواجذ. كلمة أخيرة وشهادة حق.. هل يُعقل أن يكون عبدالله العنزي خارج تشكيلة المنتخب السعودي؟ أكيد الجواب ليس عندي ولا حتى عندكم. mustfa_agha@