أفادت مصادر مطلعة في الجزائر أن السلطات الجزائرية تُجري اتصالات مع وزاتي الخارجية الإيطالية والتركية بخصوص التصدي لملف الهجرة السرية. وقال مصدر حكومي ل «الحياة» أمس، إن 24 جثة لمهاجرين سريين ستسلمها إيطاليا قريباً إلى الجزائر، في خطوة هي الأولى من نوعها بين البلدين، في حين أعادت تركيا جثتي مهاجرين سريين إثنين توفيا في عرض البحر أمام السواحل اليونانية. وأنشأت المديرية العامة للأمن الجزائري خلية اتصال بعائلات مفقودي قوافل الهجرة التي تُعرف محلياً بظاهرة «الحراقة». وقالت مصادر مطلعة إن مديرية الأمن الوطني أنشأت خلية تنسيق مع وزارة الخارجية الجزائرية مخصصة لملفات الهجرة واستعادة جثث المهاجرين الذي يغرقون في طريقهم إلى السواحل الأوروبية. وأوضحت أن مديرية الأمن بدأت في التجاوب ميدانياً مع طلبات عشرات الجزائريين من وزارة الخارجية التدخل لتسهيل مهمة العثور على جثث أقاربهم الذين فُقدوا خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وقالت المصادر إن الجثتين اللتين أعادتهما تركيا للمهاجرين الغريقين نُقلتا إلى ذويهما. وتبيّن أن عائلتي الشابين الغريقين تتحدران من تيارت (غرب). وقال أهالي عدد من «الحراقة» الذين تأكد خبر وفاتهم بعد انتقالهم إلى تركيا، إنهم ذهبوا للبحث عن جثثهم في مصالح حفظ الجثث في مستشفيات إسطنبول وأزمير لكنهم لم يجدوا أي اثر للضحايا. وطرح هؤلاء احتمال أن تكون مصالح حرس السواحل في اليونان هي من عثر على جثث الضحايا الجزائريين، الأمر الذي يفسّر عدم العثور على جثث المفقودين في تركيا. ومما يُصعّب مهمة العثور أو التعرّف على «الحراقة» هو تآكل الجثث التي تبقى عادة في المياه أياماً عدة قبل العثور عليها. كما أن غياب وثائق الهوية أو جوازات السفر أو أي وثيقة أخرى مع هؤلاء يجعل من مهمة التعرّف على الضحايا شبه مستحيلة.