نظرة، فشجار، فطعنة نافذة في الصدر، وصلت إلى القلب، كانت كفيلة بمقتل شاب في ال17، على يد آخر في العمر ذاته، مساء أول من أمس، في أحد المجمعات التجارية في حي المحمدية في مدينة حفر الباطن. وكان القتيل يسير برفقة أخيه أمام المجمع، قبل أن تلتقي نظرات القاتل والقتيل، ليتبادل الطرفان النظرات، التي تحولت إلى مشادة كلامية، بسبب نظرة أحدهما إلى الآخر، فنزل القاتل من السيارة، ليتوجه إلى المقتول، ويشتبك معه ويوجه له طعنة في صدره نفذت إلى القلب، ليسقط مضرجاً في دمائه. وحاول مجموعة من المتجمهرين إيصال المطعون إلى مستشفى الملك خالد العام، الذي لا يبعد سوى نحو مئة متر، ولا يفصل بينه وبين السوق، سوى مواقف عامة، بيد أن المنية كانت أسرع، إذ فارق المصاب الحياة. بدوره، قال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني: «تلقت شُعبة العمليات في شرطة محافظة حفر الباطن، فجر الاثنين، بلاغاً عن وقوع مضاربة بين شابين قرب أحد المجمعات التجارية، فهرعت الدوريات إلى موقع الحادثة، وقامت بتأمين الموقع إلى حين وصول فريق التحقيق، وعند قدوم فريق التحقيق، شوهدت جثة المتوفى، الذي تبين أنه شاب سعودي، تعرض إلى طعنة في ناحية الصدر، نفذت إلى القلب. كما ألقت الدوريات الأمنية القبض على مشتبه به، وهو شاب سعودي، وفي نفس عمر القتيل. ويجري العمل على إحالته إلى دار الملاحظة الاجتماعية في الدمام، للتحقيق معه في ملابسات الحادثة». وأضاف القحطاني، أن «الشجار وقع بين شخص وأخيه من جهة، وفي الطرف الآخر شخص قام بقتل أحد الأخوين، ثم فر هارباً، قبل أن تتمكن الدوريات من القبض عليه سريعاً»، موضحاً أن سبب المضاربة «لا يعدو أن يكون خلافاً شخصياً بين الاثنين»، نافياً وجود عائلة في المشكلة، كما أشيع. وأبدى أسفه لما حصل «خصوصاً أن القتل وقع في شهر فضيل»، موضحاً أن «تبادل النظرات أصبح شرارة لكثير من الحوادث والمضاربات، وأن مثل هذه الحوادث كان بالإمكان تلافيها، ولو أن أحدهم أبعد نظره لانتهى الموضوع تماماً»، داعياً الجميع إلى «تمالك أعصابهم، وواقعة اليوم تثبت أن المشكلات تبدأ من أشياء بسيطة، ومعظم النار من مستصغر الشرر».