أبدت كتلة «المستقبل» النيابية قلقها «من أن يكون التحسن في طرابلس عبارة عن هدنة عابرة يجري التحضير خلالها لإطلاق جولة جديدة من العنف والقتال». ورحبت في الوقت ذاته «ببعض بوادر تحسن الوضع الأمني الحاصل في أعقاب الإجراءات الأمنية الأخيرة». وأكدت الكتلة في بيان بعد اجتماعها امس في «بيت الوسط» برئاسة النائب سمير الجسر «رفضها القاطع لأي مظهر من مظاهر تجاوز القانون وحمل السلاح والخروج على سلطة الدولة اللبنانية». وحملت «الأجهزة الأمنية المسؤولية الأساسية والكاملة في حفظ الأمن وحماية المواطنين». وذكّرت بموقفها «الثابت بأن الأمن كل لا يتجزأ، وبأن استمرار انتشار السلاح لدى فريق من اللبنانيين يستولد السلاح لدى الآخرين ويؤدي إلى انتشار العنف والفلتان والتسيب الأمني في البلاد». وإذ دعت الكتلة السلطات المعنية «إلى إنزال أشد العقوبات بالمجرمين المتورطين في جريمة التفجير التي استهدفت مسجدي التقوى والسلام بعد أن دلت التحقيقات الأولية على تورط النظام السوري وأجهزته في ارتكاب هذه الجريمة الإرهابية، وذلك بالتعاون مع بعض العملاء المحليين المأجورين». طالبت «المسؤولين بإجراءات عملية وحازمة تجاه النظام السوري، مشددة على «ضرورة ملاحقة واعتقال جميع المتهمين ومن يحميهم أو يمنع تسليمهم، أفراداً وأحزاباً، وأن ينال الجميع عقابه». وتوقفت الكتلة أمام «خطاب الاستعلاء والغرور الذي صدر بالأمس عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو الخطاب الذي يندرج تحت إطار الحرب النفسية التي يشنها حزب الله والتي يحاول من خلالها إيهام اللبنانيين بالانتصار الوشيك للنظام الأسدي على الشعب السوري وبهيمنة النفوذ الفارسي على لبنان والمنطقة، وبأن ذلك هو قدر محتوم، وأن على اللبنانيين والسوريين والعرب التكيف معه، إلا أن كل ذلك وهمٌ لن يتحقق». وأكدت الكتلة أن «حزب الله هو الذي يفرض الشروط ويساهم في تعطيل المؤسسات الدستورية ويمنع تشكيل الحكومة الجديدة وتسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وينشر مسلحيه وسرايا التشبيح في مختلف المناطق. وهو مازال يشترط صيغاً مخالفة للدستور متسلحاً بسطوة السلاح ووهجه من أجل اخضاع الدولة اللبنانية لسيطرته. إلا أن الشعب اللبناني الذي قاوم إرهاب الوصاية ورفض الاستسلام والخنوع لم ولن يستسلم أو ينكسر الآن أمام موجة الاستعلاء والإرهاب الجديدة التي يبثها حزب الله وأعوانه». ونوهت الكتلة ب «المواقف الوطنية المسؤولة التي صدرت عن رئيس الجمهورية أخيراً، والتي شددت على العيش المشترك الإسلامي المسيحي وعلى رفض ترويج الأفكار الخطيرة من حلف الأقليات المدمر». وأعلنت «تأييدها رئيس الجمهورية في مواقفه الوطنية»، معتبرة أن «الشعب اللبناني لن يتردد كما فعل سابقاً في مواجهة أنظمة الوصاية والاستبداد ولن يرضخ أمام بدع دعوات التطرف والتقسيم والتباعد الخطيرة التي تروجها أفكار ولاية الفقيه، كما لن يقبل أن يستسلم في مواجهة حركات التطرف والتكفير الخارجة عن منهج الدين القويم في الاعتدال والوسطية».