كشف مصدر مسؤول في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ل«الحياة» عن أن النسخة المقبلة من بطولة الأمم الأفريقية 2015 ستقام في غينيا الاستوائية أوالغابون أو نيجيريا بعد اعتذار المغرب عن استضافة البطولة خوفاً من تفشي مرض إيبولا القاتل المنتشر في أفريقيا بين مواطنيها، واعتذار دول عدة، من بينها مصر والجزائر وجنوب أفريقيا، بداعي عدم وجود موازنة مالية للبطولة، مشيراً إلى أن الدول الثلاث المرشحة لتنظيم البطولة تمتلك ملاعب جاهزة وبنى أساسية من فنادق ووسائل مواصلات وغيرها. في السياق ذاته، قالت صحيفة «ليكيب الفرنسية» أمس إن قطر تسعى لاستضافة أمم أفريقيا 2015 بعد سحب تنظيم البطولة من المغرب. من أجل إثبات قدراتها على تنظيم البطولات بعد شكوك حول إمكان تنظيمها كأس العالم 2022. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن مصر ونيجيريا من أبرز المرشحين لاستضافة البطولة على رغم اعتذار الأخيرة وإعلانها الاستعداد لتنظيم نسخة 2017. وشهدت الفترة الماضية جدلاً كبيراً حول موعد إقامة المونديال في قطر بسبب درجات الحرارة المرتفعة، إذ اقترح تأجيل إقامة البطولة إلى فصل الشتاء من عام 2022 بدلاً من الصيف. من جانبه، دافع وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين عن طلب بلاده تأجيل استضافة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2015، وذلك بعد تجريد الاتحاد القاري للمغرب من شرف تنظيمها أول من أمس (الثلثاء). واستبعد الاتحاد الأفريقي المغرب أيضاً من اللعب في النهائيات التي أكد الاتحاد القاري أنها ستمضي قدماً في موعدها بين 17 كانون الثاني (يناير)، والثامن من شباط (فبراير)، ولكن أوزين شدد على أن بلاده لم ترفض التنظيم بل طلبت التأجيل بسبب مخاوف صحية. وتابع رداً على أحد الأسئلة بمجلس المستشارين - الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي -: «لم نرفض ونحن متشبثون بالتنظيم ومتمسكون بالتأجيل في ظل وجود قوة قاهرة، إذ وقف العالم عاجزاً أمام وباء إيبولا الذي لم يجدوا له لا دواء ولا أقراصاً ولا إبراً ولا مضاداً حيوياً أو تلقيحاً». ويؤمن المغرب أن آلاف المشجعين الذين سيأتون من دول غرب أفريقيا يمثلون خطراً وأراد تأجيل النهائيات لستة أشهر على الأقل، مع تكثيف الحملة ضد «إيبولا»، لكن الاتحاد الأفريقي رفض أي تأجيل للمواعيد المحددة، مبرراً ذلك بجدول المباريات المزدحم، ومنح المغرب مهلة نهائية حتى السبت الماضي لسحب طلب التأجيل الذي تم رفضه. وقال الاتحاد الأفريقي إنه تلقى «عروضاً عدة من اتحادات وطنية تؤكد رغبتها في استضافة نهائيات 2015 في المواعيد المحددة من قبل». لكن الاتحاد الأفريقي لم يكشف عن اسم أية دولة منها، ولم تبد أية دولة رغبة علنية في استضافة كأس الأمم بدلاً من المغرب، وقال الاتحاد الأفريقي إنه سيطلب تعويضاً قانونياً من المغرب وفقاً للتعاقد مع الاتحاد المغربي لكرة القدم الذي تم توقيعه في نيسان (أبريل)، ومن المرجح أيضاً توقيع عقوبات قاسية على كرة القدم المغربية. وعن رأيه في العقوبات المتوقعة قال وزير الشباب المغربي: «لا نريد أن نكون متسرعين لأنه حتى الآن لم تصدر أية عقوبات، بل تم تكليف لجنة للنظر في الإجراءات التي سيتم تطبيقها في حال التنصل من الالتزامات، بينما نحن لم نتنصل ومستعدون للتنظيم، وشيء طبيعي ألا يشارك المنتخب المغربي بعد أن يتم سحب التنظيم من المغرب، لأنه سيفقد ساعتها امتياز منتخب البلد المضيف». وزاد قائلاً: «سنأخذ بعض الوقت لدراسة الملف وانتظار ما ستقرره اللجنة، وأتمنى أن تكون قراراتها لمصلحة كرة القدم الأفريقية، علما أن جميع السيناريوهات تمت دراستها، كما أننا هيأنا لجميع الاحتمالات».