حض الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، الولاياتالمتحدة على «ألا تقحم مشكلاتها الداخلية» في المفاوضات «النووية»، فيما تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن «تحليلات خاطئة» أدت إلى «خطأ في حسابات دولٍ». وبعد اختتام مفاوضات مسقط بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، أفادت وكالة «فارس» بأن المرحلة النهائية من المحادثات ستُجرى في فيينا في 18 الشهر الجاري، مرجّحة أن تستمر حتى 24 الشهر الجاري، وهو الموعد الذي حدّده الجانبان لإبرام اتفاق يطوي الملف النووي الإيراني. وذكّر ظريف ب «الخطوط الحمر والخطوط العريضة التي تؤكد عليها» طهران، وأضاف خلال لقائه فهد بن محمود، مساعد رئيس الوزراء العُماني، أن إيران «تسعى في شكل جدي إلى تسوية هذه الأزمة المصطنعة، ودخلت المفاوضات بحسن نيات كاملة». واعتبر أن دولاً عانت «خطأً في حساباتها، نتيجة تحليلاتها الخاطئة». وكان وزير الدولة العُماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، أكد أن مفاوضات مسقط حقّقت تقدّماً في نقاط «تفوق تلك التي ما زال الأطراف يختلفون في شأنها». أما روحاني فأكد أن «الوفد المفاوض سيذهب إلى طاولة المفاوضات، واضعاً نصب أعينه تحقيق مصالح الشعب الإيراني وحقوقه، ضمن الأطر التي تنصّ عليها المعاهدات الدولية». وتطرّق إلى فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، قائلاً: «الخلافات الداخلية للدول المشاركة في المفاوضات لا تعنينا، ولا يهمنا مَن يفوز في انتخاباتها ومَن يخسر. على الدول ألا تُقحم مشكلاتها الداخلية في المفاوضات، وأن تأخذ في الاعتبار المصالح الاستراتيجية البعيدة المدى للدول والمنطقة». وأضاف: «نأمل من كل الدول الست، لا سيّما أميركا التي تسعى أحياناً إلى مطالب مبالغ فيها، بأن تعي الأوضاع السائدة». في غضون ذلك، أكدت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن بلادها اختبرت أجهزة جديدة للطرد المركزي من طراز «آي آر-5»، تتيح تخصيب اليورانيوم بوتيرة اكثر سرعة. لكنها رفضت تلميحات إلى أن الخطوة قد تشكّل انتهاكاً لاتفاق جنيف الموقت الذي أبرمته إيران العام الماضي مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مضيفة: «جرت الاختبارات قبل اتفاق جنيف واستمرت بعده، واختبار الأجهزة يجري ويتوقف وفق الحاجة». طائرة استطلاع إلى ذلك، بثّ التلفزيون الإيراني لقطات لطائرة بلا طيار تُحلّق في الجو، ذكر أنها نسخة من طائرة استطلاع أميركية بلا طيار من طراز «آر كيو 170»، علماً بأن «الحرس الثوري» كان أعلن عام 2011 أنه أسقط طائرة من هذا الطراز إثر اختراقها الأجواء الإيرانية من أفغانستان، للتجسس على منشآت نووية إيرانية. وقال قائد القوة الفضائية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زادة، إن قواته ستصنع ما لا يقل عن 4 طائرات من هذا الطراز قبل نهاية السنة الإيرانية في 20 آذار (مارس) 2015، ثم تصنع كميات ضخمة منها بعد أن تدخل الخدمة. وأشار إلى أن النسخة الإيرانية «أخف وزناً، لكنها اكثر سرعة وأقل استهلاكاً للوقود» من النسخة الأميركية، لافتاً إلى «تحسين كبير لمدة تحليقها، بسبب تحسين هيكلها». وأضاف: «استخدم الأميركيون معدناً في بناء الهيكل، ولكننا لم نستخدم المعادن، ما يساهم في تقليص نسبة أن تكشفها رادارات». وتابع ساخراً: «الجلطة الناقصة للأميركيين ستكتمل لدى رؤيتهم النسخة الإيرانية للطائرة. وبما أن النسخة الأميركية تُعتبر غنيمة، لن نعيدها لأميركا، ولكن إذا رُفعت العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، قد نعطيهم نسخة إيرانية من الطائرة». موسوي وكروبي على صعيد آخر، أقرّ علي يونسي، مستشار روحاني لشؤون الأقليات العرقية والدينية، بعجز الحكومة عن إطلاق الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ عام 2011. وأضاف: «يمكن الحكومة فقط أن تمهّد لإنهاء الإقامة الجبرية، ولكن لا سلطة لديها في القضية». وتابع: «إذا طُبِّعت الأجواء السياسية في إيران، سيستطيع روحاني الإيفاء بتعهده الإفراج عن موسوي وكروبي». واستدرك أن هناك «أفراداً يعارضون تطبيع المناخ السياسي وإنهاء الإقامة الجبرية، إذ يريدون إبقاء الأجواء ملتهبة».