البحث في ما وراء الحادث الذي أدي إلي مقتل 14 من عناصر حرس الحدود في منطقة سراوان في محافظة سيستان بلوشستان، ضرورة لا غنى عنها في السعي إلى عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي ترتبط بإجراءات الحكومة السابقة. والحكومة الحالية ملزمة باتخاذ تدابير تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة في المناطق الحدودية، خصوصاً محافظة سيستان بلوشستان. ويعود تخصيص هذه المحافظة بالاهتمام إلى سببين، أولهما وثيق الصلة بموقعها. فالمناطق الإيرانية هناك تقع في جوار مناطق قبلية باكستانية لا تبسط سلطات إسلام آباد عليها نفوذاً فعلياً. لذا، تبرز الحاجة إلى الدفاع بقوة عن حدودنا وحمايتها. أما السبب الثاني فمرده إلى أن هذه المحافظة شهدت مؤامرات كثيرة ساندتها جهات خارجية، ونفذتها أيدٍ عميلة داخلية من أمثال عبدالملك ريغي وبقايا المجموعات المرتبطة به لاستهداف أمن إيران واستقرارها. ويندرج في هذا السياق الحادث الذي وقع مساء الجمعة الماضي في نقطة سيركان الحدودية في منطقة سراوان. ونفذت الهجوم فلول المجموعات العميلة. لذلك، أقترح على الحكومة الجديدة عدداً من التوصيات للحؤول دون تكرار الحوادث المؤسفة في تلك المناطق. وأولى هذه الملاحظات هي رفع عدد عناصر حرس الحدود لحراسة الحدود المشتركة. والتوصية الثانية تعزيز الإمكانات الأمنية لعناصر الحرس من أجل الحفاظ علي أمن هذه المناطق. ولا يخفى النقص في هذه الإمكانات والمعدات في السنوات الماضية. والثالثة، التزام القوي الأمنية وحرس الحدود الجدية في تقويم التهديدات التي تطلقها بقايا المجموعات الشريرة في هذه المنطقة، والسعي إلي معالجة هذه التهديدات لقطع الطريق علي أعمال إرهابية تستهدف الأمن. وهناك نقطة ذات اهمية خاصة تتعلق بانتخاب رؤساء الأقاليم، الأمر الذي يُفترض أن يكون مدرجاً في إطار ضوابط فنية ومهنية. لكن مدعاة أسف أن الحكومة الحالية انساقت وراء نواب هذه المناطق وأئمة الجوامع. وساهم هذا الانسياق في شل قدرة الحكومة على انتخاب من تراه مناسباً لإدارة هذه المحافظات. وعلي رغم تذرّع وزارة الداخلية بحاجتها إلى وقت أطول من أجل انتخاب رؤساء الأقاليم وتعيينهم، تمسُّ الحاجة إلى الإسراع في إنجاز هذه الخطوة، خصوصاً في المناطق الحدودية. ولا يستخف بأهمية ضبط هذه المناطق وعدم ترك فراغ أمني وسياسي فيها. * افتتاحية، عن «جمهوري اسلامي» الايرانية، 28/10/2013، اعداد محمد صالح صدقيان