تشهد الساحة الرياضية المصرية أزمات «عنيفة» بين عدد من اللاعبين وأنديتهم أو مسؤولي الاتحادات الرياضية على خلفية الانتماءات السياسية في ظل ما يشهده المجتمع المصري من حراك سياسي كبير، إذ فجر المصريون ثورتين كبيرتين في زمن قياسي لم يتجاوز ثلاثة أعوام، الأولى في يناير 2011 أطاحت بالرئيس حسني مبارك والثانية في 30 يونيو 2013 أطاحت بالرئيس محمد مرسي، وزاد الانقسام لمناصرة البعض لجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» المنتمي لها مرسي، وانعكست هذه الفرقة على مواقف لبعض الرياضيين كان أخرهم لاعب «الكونغ فو» محمد يوسف رمضان الذي رفع «شارة رابعة العدوية» الشهيرة المؤيدة لأنصار جماعة «الإخوان» والتي تلقى سخطاً كبيراً بين قطاع عريض من المصريين بعد فوزه بالميدالية الذهبية لمنافسات «الساندا» لوزن 90 كيلوغراماً على اللاعب الإيراني أرمان بازياري في دورة الألعاب القتالية لمنافسات «الكونغ» فو في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، كما عمد إلى ارتداء قميص يحمل شعار«رابعة» أثناء التتويج، وهو ما دفع وزير الرياضة المصري طاهر أبوزيد لمنع اللاعب من تمثيل بلاده في أي محفل دولي مستقبلاً، مطالباً بالتحقيق مع اللاعب، وشدد الوزير على رفضه خلط السياسة بالرياضة في ظل ما تشهده مصر حالياً من أحداث سياسية متوترة. من جهته، قرر الاتحاد المصري ل«الكونغ فو» إيقاف اللاعب رمضان لأنه بحسب تصريحات منسوبة للمدير التنفيذي للاتحاد جمال الجزار «خذل وطنه أثناء تتويجه بارتدائه قميصاً يحمل شارة رابعة»، كما قرر الاتحاد حرمان رمضان من تمثيل مصر في بطولة كأس العالم المقبلة بماليزيا. وكشف نائب رئيس الاتحاد المصري للعبة القتالية محسن بهجت عن إحالة اللاعب إلى التحقيق لمعرفة دوافع موقفه، مشيراً إلى أن رمضان رحل من روسيا فوراً إلى مصر، وبحسب مصادر مسؤولة في وزارة الرياضة المصرية فإن اللاعب ينتمي لنادي المدرسة العسكرية بالإسكندرية وسيشطب من ناديه. من جانبه، فسر اللاعب المصري موقفه بأن هدفه كان توصيل رسالة وفاء وتعاطف للعالم بشأن فض اعتصام رابعة بالقوة من الأمن المصري، مشدداً على أن تصرفه لا يتعارض مع تمثيل مصر في البطولة الدولية، معرباًعن خيبة أمله للموقف الرسمي من الجهات الرياضة المصرية .