تقف المدة الزمنية (ساعتين) بين آذاني المغرب والعشاء في رمضان حاجزاً بين موظفي القطاع الخاص وصلاة التراويح، إذ يصعب الجمع بينهما مع الحضور إلى العمل في تمام الساعة التاسعة. حتى لا يحرم البعض نفسه من الأجر، يؤدي صلاة العشاء ويصلي ركعتين أو أربع وبعد ذلك يقوم بالوتر لوحده بشكل سريع، ومن ثم ينطلق إلى مقر عمله، إلا أن هذا الأمر لم يرق للبعض، وطالبوا وزارة الشؤون الإسلامية بأن تقلل المدة الزمنية، حتى يتاح للجميع أداء التراويح، إذ يرون أن ما بين «العشاءين» يقضى في أمور تافهة كمشاهدة التلفاز ونحوه. فريق آخر، رأى أن المدة الزمنية مناسبة، إذا يستطيع المرء أن يأكل براحته، وبعد ذلك يستعد للصلاة بشكل أريحي بدون أن يسابق الزمن، كما تمنح الآخرين قدرة على التحرك والانطلاق لإنهاء بعض المستلزمات قبل أذان العشاء. المدة الزمنية التي تكون بين أذان العشاء والإقامة، هي الأخرى تسهم في إتاحة الفرصة للمصلين، إذ إن البعض يجعلها 20 دقيقة بناء على تحديد الفرصة، إلا أن هذا من شأنه أن يؤخر خروج الناس من الصلاة، وهذا ما حصل بالفعل في مسجد العماري في شمال الرياض، إذ قلّ المصلون مع الوقت، ما جعل الإمام يتراجع عن ذلك ويجعل المدة الزمنية بين أذان المغرب والعشاء لا تتجاوز 5 دقائق، في حين تقوم بعض المساجد بتعجيل أذان العشاء والإقامة في وقت الأذان لتستدرك الوقت، وتمنح الناس فرصة أطول لإنهاء متطلبات حياتهم، ما يجعل المصلين يرتادون المساجد الأكثر سرعة في إنهاء التراويح. من جانبه، رأى الأكاديمي الشرعي الدكتور خالد المزيني، أن المدة الزمنية التي وضعتها وزارة الشؤون الإسلامية مناسبة، إذ تتيح للناس الاستمتاع بالأكل والاسترخاء قليلاً انتظاراً لصلاة العشاء، وقال: «يمكن للمساجد التي تكون بالقرب من المحال التجارية أو الشركات الخاصة، أن تبكر بأذان العشاء، بناء على الوقت السابق، لتتيح الفرصة لمن يرغب بصلاة التراويح»، ولم يحبذ المزيني إلزام الوزارة للمساجد بأمر معين، بل تترك الأمر لإمام المسجد أن يتخذ ما يراه مناسباً مع جماعة مسجده، ووصف مبادرة أئمة المساجد في تبكير الصلاة أو التخفيف لإتاحة الفرصة للمصلين بالأمر الجيد.