كشف مصدر مطلع ل«الحياة» أن وزارة الشؤون الاجتماعية طلبت من جمعية البر في محافظة جدة تقريراً مفصلاً عن قضية اختلاس مبلغ مليون ريال من قبل إمام أحد مساجد المحافظة، بعد جمعه تبرعات مالية كبيرة من طريق مشروع « إفطار صائم»، إضافةً إلى بعض الأعمال الخيرية الأخرى. وحصلت «الحياة» على اسم إمام المسجد وهو يدعى (ع ب)، ويعمل في جمعية البر منذ فترة قصيرة، ورفعت حالياً ضده قضيتان، الأولى في المحكمة العامة تختص باستعادة مبالغ مالية كان جمعها من سيدة أعمال سعودية تبرعت بها أخيراً لصالح الجمعية، والقضية الثانية بتهمة الاحتيال واستخدام اسم جمعية البر، لصالح جمع تبرعات مالية لحسابه الشخصي المباشر. وكان إمام المسجد يطلب من إحدى سيدات الأعمال السعودية التبرع وبصفة دورية طوال السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً التبرع للقطاء ودعم المساجد وإفطار صائم، مؤكداً أن اللقطاء ليس لديهم حليب أو ملابس، وأن ارتفاع أسعارها حالياً حال دون شراء كميات تستوعب أعداد الأطفال اللقطاء، إضافةً إلى بعض الأعمال الخيرية. إلى ذلك، أكدت جمعية البر بجدة أن إمام المسجد تقدم سابقاً للجمعية برغبته في التطوع ب«إفطار صائم» خلال شهر رمضان من قبل المواطنين في حي الكندرة، وتم تسجيله في الجمعية في بداية شهر رمضان، إلا أنه زور كتيب التبرعات، ووضع فيه حسابه الشخصي بدلاً من حساب الجمعية، وجمع أموالاً وتبرعات نقدية وعينية. من جهته، أكد المستشار القانوني ومحامي سيدة الأعمال علي العقلا أن المحكمة العامة في جدة حددت جلسةً للمتهم بعد أربعة أشهر للنظر في الاتهام الموجه إليه، ومطالبة موكلته بالمبالغ التي تقاضاها والتي تقدر ب700 ألف ريال، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية أطلقت المتهم بكفالة «مشددة». وكانت إمارة منطقة مكةالمكرمة أحالت شكاوى أهالي الحي ضد «إمام المسجد» إلى الجهات القضائية للنظر فيها. وعلمت «الحياة» أن هناك توجهاً «أمنياً» للتحقيق في القضية، خصوصاً في طريقة جمع التبرعات التي حصل عليها من طريق «قسائم» الجمعية المزورة. يشار إلى أن إدارة شؤون المساجد في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بجدة أكدت أن إمام المسجد المتهم باختلاس مليون ريال جمع تلك المبالغ من طريق مشروع «إفطار صائم»، ودعم الأيتام واللقطاء، مؤكدةً أنه يعمل بشكل رسمي داخل هذا المسجد منذ 19 عاماً. وتأتي هذه القضية بعد أن تقدمت جمعية البر وعدد من المواطنين بدعوى إلى إمارة منطقة مكة يتهمون فيها إمام مسجد يقع بين حي «الصحيفة» وحي «الكندرة»، بجمع تبرعات لصالح مشروع إفطار صائم، والتي بدورها أحالتها إلى شرطة الكندرة للنظر فيها. وأضاف المشتكون في دعواهم أن إمام المسجد أبلغهم أنه يمثل «جمعية البر»، وأن المسجد الذي يؤمه هدم قبل شهر رمضان لبناء مسجد جديد، و أن التبرعات التي جمعها من أهالي حي الكندرة، والصحيفة كانت لبناء المسجد، مؤكدين أن الإمام يجمع التبرعات بنفسه.