أعلن البيت الأبيض أمس، أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين تباحثا في شأن العلاقات الثنائية (على خلفية أزمة أوكرانيا)، إضافة إلى موضوعي سورية وإيران، وذلك على هامش مشاركتهما في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا- المحيط الهادئ (آيبك) في بكين. (للمزيد) وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن بوتين وأوباما بحثا في مواضيع تتعلق بسورية وإيران وأوكرانيا في لقاءات متقطعة على هامش القمة. وأشار بيسكوف إلى أن الرئيسين «استغلا وقفات راحة لتبادل الحديث». وأضاف: «لم يكن حواراً بل أحاديث قصيرة، تطرقت إلى العلاقات الثنائية وسورية وإيران». ولم تستبعد مصادر الإدارة الأميركية أن يجري الرئيسان محادثات «أكثر عمقاً ومضموناً» في لقاء «غير رسمي» يُعقد في بكين اليوم، لكن لقاءات الأمس أدت إلى كسر الجليد بينهما، بعدما وصل الفتور ذروته، نتيجة الأزمة الأوكرانية والتباين حول سورية والملف النووي لإيران ودورها في المنطقة. ويغادر بوتين بكين بانتهاء القمة اليوم، فيما يبدأ أوباما زيارة رسمية للصين. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان، إن «في ثلاث مناسبات خلال هذا النهار (أمس) ولمدة نحو 15 أو 20 دقيقة، أتيحت للرئيس أوباما الفرصة للتحدث مع الرئيس بوتين»، مضيفة أن «محادثاتهما تناولت ايران وسورية وأوكرانيا». ورأى مراقبون أن «الشرخ الكبير» في مواقف الرجلين لم تنفع معه جهود الرئيس الصيني شي جينبينغ في جمعهما إلى يساره ويمينه خلال افتتاح القمة الإثنين. ولم يسجل الصحافيون حينها أي تبادل للحديث بين الرئيسين سوى مبادرة بوتين إلى التحدث مع نظيره الأميركي عن قاعة الاجتماعات المزخرفة بقوله: «إنها جميلة، أليس كذلك؟»، ورد أوباما بفتور قائلاً: «نعم». ثم شوهد أوباما وبوتين في نقاش وخلفهما مترجم، فيما كانا يتوجهان لالتقاط الصورة الرسمية للقادة المشاركين في القمة. ولم يبد المراقبون في بكين تفاؤلاً كبيراً بأن محادثاتهما خلال الساعات المقبلة ستحدث انقلاباً في اتجاه تفاهم جدي على القضايا موضع الخلاف، خصوصاً ملفي أوكرانيا وتوسع «الأطلسي» في شرق أوروبا، ما يعيد إلى الأذهان المحادثات غير الرسمية التي أجراها الرئيسين على هامش مشاركتهما في الاحتفالات بذكرى إنزال قوات الحلفاء في نورماندي (فرنسا) في حزيران (يونيو) الماضي. تلا ذلك تدهور في العلاقات على خلفية تصاعد الأزمة الأوكرانية، إذ اتهم بوتين أوباما باعتماد موقف معاد لروسيا، فيما ندد أوباما ب «العدوان الروسي في أوروبا»، وذلك في خطابيهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولفت المراقبون إلى أن لقاءات بوتين - أوباما أمس، تزامنت مع تدشين موسكو مركزاً إعلامياً جديداً يضم مئات الصحافيين ل «تخليص العالم من الدعاية الغربية العدائية». وأطلقت على المركز تسمية «سبوتنك»، في استعادة لأجواء التنافس على الفضاء خلال الحرب الباردة.