ضمن سلسلة «الشعر»، صدرت عن المركز القومي المصري للترجمة مختارات من أناشيد الشاعر الأميركي إزرا باوند، ترجمة وتقديم وتعليق حسن حلمي. والمعروف أنّ إزرا لوميس باوند غيّر شكل الشعر الأميركي كجزء من الحركة الحداثية والتصويرية وما سمِّي بالحركة الدواميَّة (أيضاً عُرفت باسم جماعة لندن)، التي ضمت الكثير من الفنانين التشكيليين والأدباء، وقد لعب دوراً أساسياً في تعزيز الحركتين التصويرية والدوامية، بعيد انتقاله إلى لندن، وساهم في بدايات الحداثة الإنكليزية، إضافة إلى كونه يعد من أهم رواد الحداثة في الشعر والأدب العالمي، خصوصاً أنّ أعماله تنوعت بين الشعر والنقد والاقتصاد والسياسة والموسيقى. نشر آخر مجموعة له في العام 1970 وتوفي في مدينة البندقية في العام 1972. يرى باوند أن على المبدع أن يبقى في حركة دائمة ومستمرة وأن يتغير مع الحياة، بل أن يغيّر أسلوبه في الكتابة وطريقه الذي يتبعه ككاتب، وفي هذا الصدد يقول: «أنت تحاول أن تترجم الحياة بطريقة لا يملها الناس، وتحاول أيضاً أن تدوّن ما ترى». هذا إضافة الى أن الاستفادة من خبرات الشعراء والكتّاب أصحاب التجربة تعد في نظره أمراً مهماً. فهو نفسه عمل بنصائح أربعة من أسلافه الشعراء هم: فورد مادوكس فورد، ووليم ييتس، وتوماس هاردي، وورورت بريدجس. وعن هذا التأثير يقول: «كانت نصيحة بريدجس أبسطها، إذ كان يحذر من الألفاظ المتجانسة. نصيحة هاردي كانت التركيز على القضية، لا على الأسلوب. فورد كانت نصيحته بعامة هي حداثة اللغة وسلاستها. أما ييتس فكتب قبل العام 1908 قصائد غنائية بسيطة بحيث لم يكن هناك انحراف عن ترتيب الكلمات الطبيعي». أمّا المترجم حسن حلمي، وهو أستاذ الأدب الإنكليزي في جامعة الحسن الثاني (المغرب)، فكان سبق أن ترجم أعمالاً شعرية وأدبية عدة منها: «فيرجينيا وولف: قصص مختارة» (عن جامعة الحسن الثاني- الدار البيضاء)، «خورخي لويس بورخيس: مختارات من شعره»، «مختارات من الشعر الأميركي المعاصر» (دار شرقيات - القاهرة)، «راينر ماريا رلكه: مختارات شعرية» (المجلس الأعلى المصري للثقافة).