صدر في لندن عن منشورات «بانيبال بوكس» ديوانان شعريان باللغة الإنكليزية «شاحذ السكاكين» للشاعر العراقي الراحل سركون بولص، و «رعاة العزلة» للشاعر الأردني أمجد ناصر. ومما جاء في المقدمة التي كتبها الشاعر الإيرلندي بات بوران عن ديوان سركون بولص: «ليس هناك الكثير ممن يمكن أن نسميهم شعراء، في المعنى الكامل - بمعنى فرد كرس كل حياته للشعر، لا بل أن الشعر هو الذي كتبها - وسركون بولص واحد من هؤلاء. هناك ما يتحدى الزمن في أفضل أعماله، وهذا هو ما نجده في أعمال الشعراء الذين سنظل نتذكرهم دائماً. كان سركون بولص هائماً ومسافراً في المعنى الجغرافي والزمني، منهمكاً في رحلة الشعر التي قد تحط رحالها بالمرء في أي مكان لكنها نادراً ما تسمح له أن يسمي أي مكان وطناً. أشعاره مليئة بالموت والعنف والظلمة، لكنها معنية بالحياة وبالولادة أيضاً. في أشعار «شاحذ السكاكين» دفء سركون ووجعه وإنسانيته وتحيته لنا في اللغة عبر المسافات التي لا يترجمها إلا الشعر». واحتوى «شاحذ السكاكين» على 55 قصيدة اختارها وترجمها سركون بولص. وتضمن الكتاب أيضاً مقتطفات من المقالات التي نعت الشاعر بعد وفاته، لكل من سعدي يوسف والياس خوري، وأدونيس وأنسي الحاج وفاضل العزاوي، وعبده وازن وأمجد ناصر وعباس بيضون وكاظم جهاد حسن وخالد المعالي، وبعض الصور التذكارية للشاعر الراحل. أما ديوان أمجد ناصر «رعاة العزلة» الذي احتوى على56 قصيدة قام باختيارها وترجمتها وقدم لها الشاعر والمترجم الليبي الأميركي خالد مطاوع. وجاء في الغلاف الأخير للشاعر الأميركي المعروف ألفريد كورن ما يلي: «يقف أمجد ناصر في طليعة الشعراء العرب من الجيل الذي تلا سعدي يوسف ومحمود درويش. أمام تحدي العثور على صوت يظل وفيّاً لسلالته لكنه يكتشف، في الوقت ذاته، مساحات جديدة، طوّر أمجد ناصر حيزاً تعبيريّاً واسعاً وغير عادي.br / ومع أنه يعيش كمغترب في أوروبا فهو لا يفقد صلته بتجاربه المبكرة في الأردن وتتألق قصائده في مزج ما يسميه هو «النبرة البدوية» بالحداثة الأدبية الأوربية. آخذين بنظر الاعتبار الشحنة النسبيّة للشعر الإروتيكي في المنجز الشعري الأوروبي والأميركي الحديث، فإن مما يميز هذه المجموعة نجاحها في تصوير الحميمية والشبق بين الرجل والمرأة. أما المفاجأة الأخرى في هذه المختارات، فهي خاتمة مكونة من قصائد نثر يتمكن أمجد ناصر فيها من جمع الأوجه المتنوعة لتجربته في خطاب شعري يجمع بين العمق والنظرة النقدية والرقة وحتى السخرية. تفتح ترجمة خالد مطاوع الجيدة والدقيقة الباب على شعر ستكون قراءته متعة وليست واجباً فقط، كما أن مقدمته تعطينا تصوّراً مفيداً عن منجز شاعر سنقرأه الآن على أنه شاعر ذو قامة عالمية».