ما إن أعلن النادي السعودي في مدينة يوجين في ولاية أوريغون الأميركية أن حفلة العيد ستكون في قاعة واحدة للرجال والنساء، إلا وهب عدد من المبتعثين بالمعارضة حيناً، والهجوم على القائمين أحياناً، ما اضطر رئيس النادي السعودي عبدالرحمن الجعفري إلى توضيح الملابسات التي بدورها خففت من حدة النقاش. ولم تقتصر المعارضة (سواء على صعيد العزاب أم المتزوجين) على الرفض فحسب، إذ سعى عدد من الطلاب إلى جمع تواقيع فاقت ال100، تطالب بإقالة رئيس النادي السعودي - بحسب قول أحد المعارضين -، وبدأت المناوشات على رحى صفحة«فيسبوك»، ولم تخل من الحدة والسخونة، إلا أن الحد الأدنى من الاحترام كان حاضراً. وتتلخص رؤية المعارضين لجمع الرجال والنساء في قاعة واحدة في أن النساء لا يأخذن راحتهن في المكان المشترك مع الرجال، وأن الاختلاط في المحاضرات لا يمكن تغييره، باعتباره ضمن الأعراف الأميركية، في حين أن الحفلة بيد النادي السعودي، على رغم أن الدراسة تكون جنباً إلى جنب مع النساء طوال أيام الأسبوع في مناخ مختلط يسوده الاحترام. جزء من الحنق على النادي السعودي يكمن في حذف الآراء المخالفة له، باعتبار أن النادي يتبنى رؤية أحادية بحسب رأي الممانعين، في حين يؤكد مسؤولو النادي أن النقد البناء والهادف مرحب به، لكن السعي إلى إفشال جهود المشاركين والتجريح والاتهام في أخلاق المبتعثين غير مقبول. ولم تخل ممارسات المعارضين من تجاوزات غير أخلاقية، إذ قام أحد المعرفات المتخفية باسم «بوبو سوسو» بحجز خمس تذاكر (لدخول حفلة العيد المجانية)، ليثبت وجهة نظره بأن فكرة التنظيم غير جيدة، وأنه يجب علينا أن نعمل في عشوائية مطلقة وفقاً لتفسير عمر العمودي (أحد أعضاء النادي السعودي). ما زاد غضب الممانعين لفكرة الاحتفال في قاعة واحدة، هو ما حدث في عيد الفطر المبارك الماضي من احتفال في مكان واحد، وما حدث من تجاوزات كما يرون. يقول أحمد بافاضل: «في بداية الأمر أحب أن أشكر جميع القائمين في النادي السعودي ومن يساعدهم على مجهوداتهم لنا، ونحن أمة شريعتنا ومنهجنا الكتاب والسنة. الجميع يريد الاحتفال، ولكننا لا نريد ما حدث أن يتكرر مرة أخرى (الرجال والنساء في قاعة واحدة)، كما نعلم أن الجميع يلبس أجمل ثيابه في العيد، والنساء يتزين ويتعطرن، فكيف يتجمع الرجال والنساء في قاعة وهم في أفضل زينتهم». من جهته، أوضح رئيس النادي السعودي في مدينة يوجين عبدالرحمن الجعفري، أن سبب كون حفلة المعايدة في قاعة واحدة هو أن «دعم الملحقية يدخل في حساب النادي في الجامعة، وليس لأي ناد الحق في أن يستخدم أي مبلغ من حساب الجامعة ما لم يجعل الدعوة عامة للجميع، بحيث تكون الحفلة مفتوحة للجميع». وأكد أن الملحقية الثقافية في أميركا تمنع إدارة الأندية من أن تكون احتفالاتها خارج الجامعة، إذ صدر تعميم بذلك، ومن يخالف هذا النظام قد يدخل في مساءلات قانونية، لذا لا يمكن إقامة الفعالية خارج الحرم الجامعي. وأشار إلى أن الملحقية الثقافية وافقت على برنامج العيد قبل ترتيب أي شيء، وبناء على ذلك تم الدعم المالي، وشدد على سعيهم إلى تحقيق أهداف النادي التي تتمحور حول مصلحة المجتمع الطلابي السعودي، بما يتوافق مع القيم الإسلامية والاجتماعية، وبما يتناسب مع ظروف المعيشة في البلد المستضيف، وليس الهدف هو تكريس الاختلاط كما يعتقد البعض، وهو أمر ليس معنياً بذاته بطبيعة الحال. لافتاً إلى أن إدارة النادي اجتهدت في أن يكون الاجتماع فرصة لتعريف الغير بالمجتمع السعودي وبعض عاداته في الأعياد. يذكر أن اتحاد الطلبة المسلمين أقام صلاة العيد ووجبة الإفطار في ملعب السلة داخل جامعة أوريغون في قاعة واحدة، الرجال في المقدمة والنساء في الخلف، مع وجود «بارتشن» محدود بينهما.