في مثل هذا اليوم من العام 1908 أعلن عالم الفيزياء الأميركي ألبرت آينشتاين نظرية "كمية الضوء" التي شكلت الأساس لتطوير تكنولوجيا الليزر، ولم يكن أي من علماء هذا العصر يتعامل مع الضوء باعتباره مادة يمكن قياسها كمياً. استطاع آينشتاين أن يفسر انبعاث الإلكترونات من سطح معدني بتأثير الضوء على أساس هذه النظرية، باعتبار الضوء نفسه فيضاً من الجسيمات التي صارت تعرف اليوم باسم الفوتونات، وكان هذا هو الإنجاز الذي تلقى عليه آينشتاين جائزة نوبل في الفيزياء العام 1921. لم تكن هذه النظرية الوحيدة التي توصل إليها هذا العالم الفذ، وأثّرت على حياة البشرية في القرن العشرين، ولا تزال، فقد كان آينشتاين صاحب نظرية "النسبية"، أهم نظريات الفيزياء الحديثة في القرن الماضي. وفي العام 1916 نشر اينشتاين بحثه عن نظرية النسبية العامة الذي أمضى في إعداده عشر سنوات، في مجلة علوم أكاديمية. ولد آينشتاين في مدينة فوتمبرغ بألمانيا في الرابع عشر من آذار (مارس) 1879، وبعد مولده بأسابيع قليلة انتقلت عائلته إلى مدينة ميونيخ التي التحق بمدارسها. بعد ذلك سافرت العائلة إلى إيطاليا، لكن آينشتاين التحق بالجامعة في سويسرا العام 1896، وتخرج في 1901، بعدما حصل على الجنسية السويسرية، ثم عمل في مكتب براءات الاختراع السويسري حتى حصوله على درجة الدكتوراه العام 1905. وخلال هذه السنوات بدأ أبحاثه في مجال الضوء والفيزياء الحديثة، حتى توصل في 1908 إلى نظرية "كمية الضوء". وفي العام التالي حصل على وظيفة أستاذ في جامعة زيورخ السويسرية. وفي 1914 أصبح مديراً لمعهد القيصر فيلهايم للعلوم الفيزيائية في ألمانيا حيث أنجز بحثه في نظرية النسبية. استعاد جنسيته الألمانية حتى العام 1933، عندما تم تجريده منها بعد وصول الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا، كونه يهوديا، فهاجر إلى الولاياتالمتحدة وحصل على جنسيتها العام 1940، ولعب دوراً مهماً في حصول الولاياتالمتحدة على أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية. ورغم المكانة العلمية الفريدة لألبرت آينشتاين فإن له ايضاً مؤلفات في السياسة والفلسفة منها كتاب "فلسفتي"، و"عن الصهيونية" و"لماذا الحرب".