اختار وزير الخارجية المغربي الجديد، صلاح الدين مزوار إطلاق عمله الديبلوماسي من القارة الأفريقية. فبعد أن دشن سلفه سعد الدين العثماني عهده بزيارة الجزائر، توجه مزوار إلى العاصمة السنغالية دكار، في إشارة إلى أهمية البعد الأفريقي للديبلوماسية المغربية. في غضون ذلك، كان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس يواصل مشاوراته مع الزعامات الصحراوية في مدينة العيون، وسط أجواء مشوبة بالتوتر نتيجة تظاهرات دموية جرت هناك، أسفرت عن وقوع ضحايا. وتعليقاً على ذلك، أعلن وزير خارجية السنغال مانكور نداي في مؤتمر صحافي مشترك مع مزوار أن موقف بلاده من نزاع الصحراء «لم يتغير» وأن دكار تدعم خيار الحكم الذاتي وتؤكد «مغربية المحافظات الصحراوية». وتُعد السنغال من بين دول أفريقية عدة تناهض قيام «كيان انفصالي» في المنطقة. وكان روس، أمضى يومين في موريتانيا، أجرى خلالهما محادثات حول موضوع النزاع، واجنمع مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. واستعرض ولد عبدالعزيز وروس سبل توطيد السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء. في المقابل، أعلن مزوار عن تطابق وجهات نظر بلاده والسنغال حيال مجمل القضايا الأفريقية والإقليمية والدولية. ويبدو أن ملف الصحراء كان أحد أبرز المحاور التي ناقشها وزيرا الخارجية المغربي والسنغالي، إذ تعول الرباط على دعم أفريقي وأوروبي لخطة الحكم الذاتي. وتوجه روس من نواكشوط إلى الجزائر، ضمن جولة قادته إلى الرباط ومخيمات تيندوف التي تؤوي ال «بوليساريو»، إضافة إلى المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب. وبدا لافتاً حرص روس للمرة الأولى على الانتقال من تيندوف إلى المحافظات الصحراوية، بعد زيارته الرباط وذلك على أمل إشراك فعاليات صحراوية مؤيدة للمغرب وال «بوليساريو» على حد سواء، في خيار المفاوضات. على صعيد آخر، أعرب المغرب عن تفهمه وتقديره الموقف الذي التزمته المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن عدم قبولها عضوية غير دائمة في مجلس الأمن. وجاء في بيان للخارجية المغربية أن الرباط تسجل «التقدير والاحترام الدولي الواسع الذي حظي به الموقف السعودي» في ظل الحرص على مواصلة السعودية القيام بدورها الوازن والفعال، دفاعاً عن القضايا العادلة للأمة. كما دعا البيان مجلس الأمن إلى «إزالة العراقيل التي تعوق عمله»، معربةً عن اعتزازها بخطوات التنسيق الدائم بين البلدين الشقيقين إزاء القضايا كافة.