انضمت اسبانيا الى مساعي تسوية نزاع الصحراء وفق مقاربة اقليمية تدفع في اتجاه تعزيز استقرار المغرب العربي. وجاء في بيان للخارجية الاسبانية عقب محادثات أجراها الموفد الدولي كريستوفر روس مع وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، أن المسؤولين «شددا على أهمية حفظ الاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب العربي بهدف اقامة فضاء اقليمي مزدهر». وأضاف البيان أن موراتينوس أوضح للموفد الدولي أن ايجاد حل عبر المفاوضات لنزاع الصحراء في إطار الأممالمتحدة يشكل الطريق الذي ينبغي أن تركز عليه جهود المجموعة الدولية، مجدداً دعمه مساعي روس ودوره الفاعل منذ تعيينه في منصبه. من جهته، أطلع الموفد الدولي المسؤول الاسباني على نتائج جولته التي شملت الجزائر ومخيمات تيندوف وموريتانيا والمغرب، وخطته الرامية الى جمع الأطراف المعنية في «مفاوضات مصغرة غير رسمية» قد تشمل أكثر من لقاء في انتظار بلورة اتفاق لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات المرتقبة. وجاءت زيارة روس الى مدريد وهي الثانية من نوعها منذ توليه رعاية المفاوضات العالقة، لتعكس الدور الذي تضطلع به اسبانيا في هذا النطاق، كونها المستعمر السابق للإقليم، إضافة الى علاقاتها المتميزة مع كل أطراف النزاع. إلا أن مراقبين يرون في توجهات حكومة اليساري خوسي لويس ثاباتيرو، تحولاً في اتجاه تفهم موقف الرباط، أقله لناحية دعم أي تسوية يجرى التفاوض حولها في إطار الأممالمتحدة. ويعتبر الموقف الاسباني مؤثراً الى حد كبير في مسار الأحداث، وخصوصاً أن أساطيل الصيد الاسبانية تعتبر الأكثر إفادة من اتفاق الصيد الساحلي الذي يربط المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي ويشمل سواحل المحافظات الصحراوية. كما أنها تستفيد من خطة تمرير الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية، وهو مشروع كان أُطلق عليه «غاز المغرب العربي» خلال سنوات انفراج العلاقات بين كل من المغرب والجزائر وإسبانيا. إلا أن ذلك لم يحل دون ارتفاع أصوات تنظيمات اسبانية غير حكومية تصف نفسها بأنها من «أصدقاء الشعب الصحراوي»، تضغط على حكومة مدريد لتغيير موقفها. الى ذلك، أكد وزير خارجية السنغال الشيخ تيجان كاديو أن «لا وجود لاتحاد افريقي حقيقي من دون المغرب». وأوضح على هامش اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي في مدينة سرت الليبية: «ندرك الأسباب التي أدى بموجبها ظلم تاريخي الى انسحاب المغرب من الاتحاد الافريقي، إلا أننا سنواصل كفاحنا كي يسترجع المغرب مكانته داخل الاتحاد»، في إشارة الى انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية في قمة اديس ابابا عام 1984 على خلفية اعترافها ب «الجمهورية الصحراوية». وكانت عواصم افريقية من بين الدول التي شاركت في قمة اديس ابابا علقت اعترافها ب «الجمهورية الصحراوية»، غير أن الرباط ترهن معاودة انضمامها الى الاتحاد الافريقي بالتزام الحياد، طالما أن الملف الصحراوي معروض على مجلس الأمن. ويشارك المغرب الى جانب دول افريقية في تجمع بلدان الساحل والصحراء، إضافة الى ارتباطه بعلاقات استراتيجية مع دول افريقية.