أبدت مغنية فرقة بوسي رايوت الروسية ناديا تولوكونيكوفا المسجونة بعد أداء أغنية معارضة للرئيس فلاديمير بوتين، «خوفها على حياتها» في رسالة نشرت (السبت) نددت فيها ب«جلادي» السجون في روسيا. وقالت ناديا في الرسالة التي نشرتها محاميتها وتداولها مواقع المعارضة «أنا اقر بذلك، أنا خائفة على حياتي، لا أعرف ماذا سيقرر أن يفعل بي الجلادون في موردوفيا» إذ تمضي عقوبتها في معسكر يبعد عن مقر إقامتها في موسكو 600 كيلومتر. وكتبت ناديا رسالتها أول أمس (الجمعة) في معسكر الاعتقال إذ استأنفت إضرابها عن الطعام بعد نقلها في وقت سابق إلى المستشفى. وكتبت محامية المغنية في مدونة خاصة على الإنترنت قائلة « إذا التقيتم بناديا اليوم في الشارع فلن تعرفوها»، وذلك بعد لقائها المغنية المعارضة ونقلها رسالتها منها. وأضافت «لن يصمد جسمها طويلاً أمام الإضراب عن الطعام، إنها تموت كل يوم». وكانت ناديا بدأت إضراباً عن الطعام في أيلول (سبتمبر) استنكاراً للتهديدات التي تلقها وهي في السجن، إضافة إلى ظروف توقيفها التي تحاكي «ظروف العبودية». وفي 29 أيلول (سبتمبر) نقلت إلى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية. وقد قدمت شكوى طالبت فيها بنقلها إلى معسكر آخر. وردت السلطات بالقول أنها ستنقل إلى معسكر آخر وإن عائلتها ستبلغ بذلك وفقاً للأصول. ولا تشير ناديا في رسالتها الأخيرة إلى هذا الأمر، ما يدل على أنها قد لا تكون على علم به. وكانت ناديا وصفت في رسالة سابقة في أيلول (سبتمبر) الظروف القاسية التي تعيش فيها في معسكر الاعتقال، والتهديدات التي تلقتها، ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد ودفع مسؤولين حقوقيين لزيارة المعسكر. وكتبت في رسالتها الأخيرة «أنا أطالب بضمان سلامتي، وأن يجري نقلي إلى مكان آخر هنا، تحصل أمور فظيعة للمعتقلين، يسحقونهم ويحطمون إنسانيتهم ويحولونهم إلى حيوانات بشرية». وأضافت «أنا قلقة أيضاً على حياة الموقوفات اللواتي التقيتهن في المستشفى، لقد روين لي أشياء رهيبة». وروت أن إحدى السجينات قدمت شكوى لممثلي حقوق الإنسان كلفتها سنة من السجن الانفرادي والتعذيب وفتح أبواب زنزانتها عمداً في أيام الشتاء القارص. وتبلغ ناديا من العمر 23 عاماً، وهي مغنية في فرقة بوسي رايوت، وطالبة في كلية الفلسفة. وأوقفت ناديا مع زميلاتها في العام 2012 أثناء أداء أغنية تنتقد بوتين ومساندة الكنسية الروسية له. وتطلب كلمات الأغنية من السيدة العذراء مريم أن تخلصهن منه. وقد تدخل عناصر الأمن بعد ثوان على بدء الأغنية لاعتقال جميع أعضاء بوسي رايوت. وقد حكم على ناديا في آب (أغسطس) من العام 2012 بالسجن عامين في معسكر للاعتقال. واخلي سبيل زميلة لها، لكن ناديا وزميلة ثالثة هي ماريا اليخينا رفضتا الاعتذار مقابل الإفراج عنهما. وتنقضي عقوبتهما في آذار (مارس) المقبل. ومنذ تلك الحادثة، تحولت فرقة «بوسي رايوت» إلى رمز للاحتجاج على نظام الرئيس بوتين الذي عاد الى الرئاسة في العام 2012 لولاية ثالثة يشوبها انتشار الفساد وانتهاك الحريات، بحسب معارضيه.